مشاعرنا تتحكم بنا دومًا وتُعطينا إشارات واضحة لما سنصبح عليه!

الإنسان قطعة واحدة بداخلها ملايين من القطع الأخرى مجزأة لا تحصى ولا تعد، يختلف شكلها وتكوينها من قطعة إلى أخرى، لا يمكن للقطع أن تتساوى أو أن تصبح شكلًا واحدًا، الإنسان لغز لم يستطع حتى العلماء أنفسهم أن يفهموا السر خلفه، خلف مشاعره وردَّات فعله وأساليب عيشه في هذه الحياة، الإنسان يكون قطعة واحدة فقط عندما يولد وكلما كبُر ونمى وازداد حجمه تبدأ القطعة في التجزء إلى الملايين كما ذكرنا سابقًا، ثم إن كل قطعة هي عبارة عن شعور وهذا الشعور نقطة صغيرة تكاد لا تراها العيون، عندما يمر الإنسان بموقف يشعر خلاله بشعورٍ ما فانه يتوهج هذا الشعور سواءًا كان حبًا أو حزنًا أو غضبًا أو حتى فرح، وتكبر النقطة، فلو كبرت نقطة الحب لأصبح إنسانًا ضعيفًا تهوي به الحياة في كل جانب، وقد يكون قويًا بذلك الحب، فليس الإنسان يختار إن كان هذا الشعور يقويه أم يضعفه، بل الشخص الذي توهج له هذا الشعور إن كان يسقيه بماء عذب فإنه يزداد قوةً به وإن كان يسقيه بمياه ملوثة فإنه يذبل ويصبح ضعيفًا لا يقويه هذا الحب مهما فعل، ولو امتلأ داخله بالغضب وطغى عليه، سيصبح إنسانًا تُسيِّره قراراته الخاطئة إلى كل الطرق الوعرة والهالكة، وإن كانت نقطة التناقض هي الأكثر إشعاعًا في الانسان وأعتقد أن هذا الشعور هو الشائع في مجتمعنا الآن، فنحن جيل متناقض والتناقض لا يعني أنها صفة سيئة، قد تكون صفة تجعلنا نتحسن ونقدم أفضل ما لدينا إذا ما شعرنا أن هناك طريق يجب أن نسلكه ونجرب أن نسير على خطاه، طريق قد يغيرنا لكنه حتمًا سيظهر أجمل ما فينا، التناقض هو ألا أكون على رأي واحد فأكون شخصًا حياديًا أميل إلى هذا وذاك الرأي بنفس الدرجة وبنفس القدر، أرى الجميل من هذا الجانب وكذلك أرى الجمال في الجانب الآخر، قد يكون التناقض شيئًا أزليًا في الإنسان منذ خلق، وبرأيي يمكن أن يكون التناقض له جانبين سلبي وإيجابي، فتجده يومًا برأي واليوم الآخر بشعور آخر لا يشبهه، نحن بنو البشر تغيرنا ملايين المشاعر، تظلم الدنيا وتغلق أبوابها في أوجهنا فقط إذا تفاقمت نقطة شعور الحزن بداخلنا ونشعر أن الكون لا يسعنا إذا امتلأ داخلنا بشعور السعادة والفرح والرضا، نحن مجرد بشر ولكننا في الوقت نفسه نحمل بداخلنا كونًا تسبح فيه ملايين المجرَّات والنجوم والكواكب!

قد يغيرنا شعورًا وتهزنا كلمة، وتعيدنا كلمة أخرى إلى صوابنا، نحن البشر خلقنا من طين وشعور، يختلط الطين بالشعور فنصبح عجينًا متماسكًا، وإذا أفرطنا بشعور ما فإننا نهلك ونتساقط حينها دون أن ندرك!



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ليالي محمد خرمي

تدوينات ذات صلة