لطالما وجدت طريقة لأشعر بالامتنان لكل ما أواجهه في حياتي، وها أنا أرى الفراق بعيون الحب والامتنان، محاولةََ أن أجعله أقل ألما!


أليس على المرء أن يكون ممتنا لكل ما يجعله يشعر بالحب؟ أليس عليه أن يظل ممتنا لتمكنه من اختبار شعور كهذا؟ ذاك الذي يمتزج فيه الألم بالسعادة في مزيج كلاسيكي، كرقصة تانجو تستمر لساعات بلا كلل، كأولى رشفات القهوة بعد ليلٍ آرقٍ طويل، وقلما وجد هكذا شعور!


سأظل ممتنة لكل اللحظات التي تعانقت فيها أرواحنا وسأظل ممتنة لكل الدفء الذي لففت به قلبي عند قربي منك. أعلم يا عزيزي أن احتمالات المستقبل وظنون القلوب ورغبات الأنفس ليست بين أيدينا وليست طوع إشاراتنا، ويا ليتها كذلك! تداعب قلبي فكرة اجتماعنا، بل فكرة اتحادنا جسدا وروحا وقلبا وقالبا، يتسلى عقلي برؤيتك عبر نوافذ أحلامي وكيف أننا يوما ما سنكف عن الحلم لأن اجتماعنا سيكون أجمل من أي حلم آخر.

ترعبني فكرة ألا تكون لي وألا يكون لك خير فيّ، ترعبني فكرة أن تكون مشاعرنا قد كتب عليها أن تطوى كأي قصة عابرة لأي روحين لم تحالفهما رغبات القدر، ترعبني فكرة أن تبتعد، بإرادتك او رغما عنك، وترعبني فكرة أن يتحول قلبك لغيري، وقلبي لغيرك، ألا تكون الأمان الذي لطالما انتظرت وصوله، ألا أكون السكينة التي تعتري روحك عند النوازل، ألا نكون كل ما ظننا أننا كنا ونكون وسنكون.سعادتي في جوارك يضاهيها ألم احتمال ألا نكون.

بدونك يؤرق ليلي ومعك هي أولى رشفات قهوتي المرة كمرارة علمي أننا لن ندوم، أحاديثنا تشبه تمايل أجسادنا في رقصة التانجو وأفكار رأسي هي آلام أقدامنا التي تلحق تمايلنا، ألم أخبرك؟! مزيج كلاسيكي يا عزيزي؛ ألم وسعادة! كم من الوقت علينا أن ننتظر حتى تطمئن قلوبنا، كم من الوقت علينا أن ننتظر حتى يأذن الله أمرا كان مفعولا؟!


كعادتي لا أجد حلا ولا مسكنا لكل ما يدور داخل ذلك الصندوق المسمى عقلي، ولا أجد مني إلا أنني ألجأ الى الله، تماما كما في كل أمر، تماما كما كنت ألجا إليه منذ أن التقينا. أذكر تماما كيف وقعت في حبك رغما عن أنفي ورغما عن رفضي لفكرة الحب من الأساس، أذكر كيف وضع الله حبك في قلبي رغم تحذري من أن تذوب شموع مهجتي. أحيانا أجد نفسي متعجبة من تحول أمنياتي ودعواتي إلى الله، وحيرتي هي العنصر الثابت في هذه المعادلة بينما أنا وأنت المتغيران، كأي معادلة فيزيائية، لا يمكنك إيجاد العلاقة بين متغيرين إلا إذا ثبت ثالثهما، فها هي حيرتي الثابتة تريني علاقة عكسية بيني وبينك، حيرتي تكبحني من الغوص في أعماقك، وهو الشيء الوحيد الذي أصبو اليه معك، وتكبحني من أن أدخلك إلى أحلك زوايا قلبي. أذكر خوفي من أن أحبك عندما التقينا، حينها دعوت الله أن يبعدك عن قلبي إذا كنت جرحا جديدا ورجوته أن يبارك فيما بيننا إذا كنت الخير الذي أرجوه لقلبي، واقتربت مني أكثر. بدأت أخاف عليك من ظلماتي وحينها رجوت ألا أمتلك قلبك إلا إذا كنتُ خيرا لك وكنتَ خيرا لي، وتقاربنا أكثر. ومع تزايد حيرتي تغيرت دعواتي ورجائي، أصبحت لا أريد سوى ألا يتعلق قلبي، بك أو بغيرك، دعوت كثيرا يا عزيزي ألا يعلق ربي قلبي بغيره. وتقاربنا أكثر، وبين كل لقاء وآخر وحديث قلب وآخر، تشابكنا... بشكل يوحي بأن الله استجاب دعوات قلبي بأنك الأمان الذي أرجو...تشابكنا وكأن الله يخبرني بأن أطمئن، ولطالما رافقني لطف الله يا عزيزي، أظنني مباركة بمحبته!حينها أصبحت أدعو أن يجعلك الله أهلا لي وأن يجعلني أهلا لك، دعوته بأن لا نبتعد أن نكون قد كتبنا لبعضنا البعض ولو بعد حين، دعوته أن يجمعنا وأن يبارك لي فيك.

ولكن روحي المضطربة لم تجد سكينتها بعد، لم أستطيع الاطمئنان، لم أستطع أن أثق بحبك لي، وحينها رجوت الله، كل الرجاء، أن تذوب في كما أذوب فيك، وأن تحب عيوبي قبل محاسني، ألا تبصرها من الأساس، وعدت أضيف: إذا كنا خيرا لبعضنا البعض.


كلما تقاربنا تزداد فكرة الفراق وحشية، وحينها دعوت الله ألا يجرح قلوبنا ببعضنا أبدا. أريد أن أكون دواءك، وضمادة جرحك، ودفئ قلبك، وأُنس روحك، وأن تكون مأمني.وإذا قدر لنا الابتعاد وكان الفراق حتميا -ولا أظنه- فسأظل ممتنة لكل لحظة علمت فيها جلالة الشعور بالحب، وسأكون ممتنة لكل لحظة تجملت فيها بحبك، ولكل لحظة شعرت فيها بجوارك بأني امرأة وبأني أنثى، وبأني طفلتك المدللة، لكل لحظة امتزجنا فيها، ولكل اللحظات التي ذابت فيها أرواحنا وتمازجت فيها ضحكاتنا. أظنني الآن قد أضفت رجاء جديدا إلى تحديث دعواتي الى ربي: ألا ينتزع الحب من قلبينا -كما وضعه رغما عنا- وأن تكون لي يا حبيبي.



انسرقت مكاتيبي، وعرفوا إنك حبيبي!




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

رائعه بجد عاجزه عن الوصف ♥️♥️

إقرأ المزيد من تدوينات همسات| فاطمة وائل

تدوينات ذات صلة