قيل: "شارب الخمر يصحو بعد سكرته وشارب الحب طول العمر سكران"
بعيداً عن صخب الحياة لجأت لصوتك
لمحت فيه الود والدفء،
تبادلنا الهموم والأفكار
لا أدري كيف تلاقت الأرواح لوهلة غياب
حدقت في أعماق كل منّا دون كلام
كان التحديق كافياً لغرس غابة
لاستشعار خليط مبهم من الأحاسيس
ولتفعيل كل الحوّاس معاً
أيقظ الصمت في الغياب
الأميرة النائمة من سباتها
كان للاستيقاظ طعم اشراقة
الشمس بعد نهار ملبد بالغيوم
له طعم الصباحات التي يرافق فيها حليب الشوفان فنجان قهوة الصباح
مع رشفة من صوت فيروز
هذه الصباحات التي يلفحنا
بها صوت المحبين الدافيء
يرشقوننا بالاهتمام الفضولي بما نفعل
وما لا نقول.
رافقتني في كل تفاصيل يومي… لا بل أيامي الفائتة والقادمة
حدثتك عن تفاصيل لم نعشها ولن نعشها معاً
سردت عليك حكاياتي قبل النوم وبعده
حكايات لم أخبرها لأحد سواك
فتحت لك أبواب قلبي على مصراعيه
حتى دون أن تطرقه بأناملك
دعوتك أن تنثر عبير صمتك
وتعابيرك التي لا تبح
ولن تفعل فعل قولها
وددت لقياك
من كل جوارحي وددت ذلك
أردت في غفلة من الزمن أن أقوم بزيارتك
أن أهديك رائحتي
نمشي على رصيف وحدتنا
نأكل ساندويتشاً محشواً بالرغبة
الرغبة في احتضان زمن يجمع ضحكاتنا
رغبة في شمّ عبير خطواتنا المعدودة على شاطىء الحلم
رغبة للتنفس
شم انفاسنا
أنت عزيزي تستحق الحب
ولا يمكنني منحك سواه
كبير قلبٌ أنت داخله
حتى بعد الصفعة التي تراشقنا من خلالها الغضب
ما زلت ممتلئة بك
وسأظل في حالة الشوق الدائم للتورط بك أكثر
لا تجلب لي البكاء في صمتك
ولا حتى الغضب
أنا مرتوية الآن برحيلك
ادرك أني طي النسيان
وأنك ذاكرتي الممتلئة لزمني القادم.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات