الى كل المشتتين: أخبروني عن قوم أرادو سفرًا فحادو النهار عن الطريق وناموا الليل فمتى يصلون؟!
أصبحت وأنا أتخيل أن عندي ولدٌ صغير أُدلِلَه ضامته إليَّ وأنا أُقرأه كتابًا صغيرًا، لا أعلم ما الطاقة الغريبة التي امتلأت غرفتي بها ذاك الصباح حتى جعلتني أعيش في مستقبلٍ متخيلٍ كأنه واقعٌ محض!، كنت أتلمس دفئاً وصغيري بين يدي، كنت أحدثه عن الله والدين وأنه فارس يتعين عليه أن ينصر الإسلام، أحدثه:
"يا صغير، إن العالم بالخارج موحشٌ ومضطرب، فيه تتزين الفتن كالعروس وتنادي بصوت لعوب: أنا هنا، هل من مجيبٍ أحلي له أيامه وأسقيه عسلًا وأشبع رغباته؟
وهي بالحقيقة عجوز شمطاء سوداء تسحرك ثم تلقيك في جبٍ مظلم وعميق، لا أحد فيه إلا المخاوف والهلاك!
تسقيك نارًا وتثير شهواتك ولا تغمدها.
فور خروجك من البيت تبدأ الحرب، والكل يتنافس أيهم سيضلك ويكسب فيك سيئة تضاف لرصيدك أنت.
يا صغير تذكر: الجنة!
سُئِل الإمامُ أحمدُ بن حنبل: متى الرَّاحةُ يا إمام؟
فقال: عند أوّل قَدَمٍ تضُعُها في الجنّة!
ستحارب إلى أن تقر!
تفز فوزًا عظيمًا مشرفًا، تستظل به تحت عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله.
فوزٌ لأجله يناديك الرسول باسمك ويشربك بيده
فوزٌ يتوجك بتاج الوقار ويزرع لك النخيل ويبني لك القصور في دار الخلد يا ولدي!
فوزٌ حسن بشوش يأتيك بعد المنية يقولك لك أنا عملك الصالح!
فوزٌ يجعل القران يؤنسك ويتشفع لك عند الله ويرفعك للدرجات العلى!
حبيبي تماسك واستعن بالله ولا تعجز تذكر كل هذا وأزيد، أعني بقوة تكسبنا الفوز!
قوة أجعل بينك وبين سوء الخلق حصن منيع، ساعدني نروض الشهوات معًا، ساعدني بقوة تعرج بك إلى حب الله يحصنك هو من كل سوء!
الأمر سهل إذ كان بمعية الله، بغيره سنتخبط كثيرًا أنا وأنت، كلما تقرأ الفاتحة في صلواتك أكد على "اهدنا الصراط المستقيم" وأشركني في دعوتك.
ستجد بين أذرعي دفئًا وملجئًا وإجابات مسبقة عن كل الأسئلة التي ستراودك فور خروجك من البيت، لذلك لا تخف ودوما تعال إلي بعد الله.
حبيبي أعيذك بالله من الشيطان الرجيم وبسم الله توكلنا على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله"
لعلي كنت أربيه بصدق!
وفجأة راودني مشهد لنا وأبوه معنا ننظر إلى سقف الغرفة ندعو الله أن يثبتنا ويقربنا ويبارك لنا ويعيننا على تأدية الأمانة على أكمل وجه المتمثلة في هذا الصغير، وأني ظللت أدعو وأتوسل حتى غلبني الإرهاق وغفوت!
أختي عندها ولدٌ جميل مذ كان عمره ست أعوام كان جديراً بأن يناقش باللغة الإنجليزية حول خطأ عمه اللغوي في مصطلح علمي بيولوجي إنجليزي! نتعجب جميعا لذاك الصغير ولكن بالنسبة لأختي فهو شيء طبيعي فالولد في مدرسة "لغات" ومحاط بأطفال يشبهونه وهي من البداية كانت حريصة على ذلك لأن تلك اللغة _الإنجليزية_ هي لغة التكنولوجيا والمستقبل كما يظنون!
أختي خططت ونفذت ونجحت.
أخبروني عن قوم أرادو سفرًا فحادو النهار عن الطريق وناموا الليل فمتى يصلون؟!
الوجهة الى الله وألا نضيع ايامنا فيما سواها!
لذلك أصبحت ذاك اليوم وأنا لي هدف إضافي لن أتخلى عنه إن شاء وقدر الله.
فالأطفال قطعة صلصال نشكلها ونتشكل بها، فقط اللهم ارزقني الصبر والثبات وعسلني وارزقني بمن يعينني
نستغفرك ربنا ونتوب إليك ونشهدك أن لا إله إلا أنت وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
تدوينة جميلة..... شكرا لك.... لقد استفدت من كلماتك وعباراتك....