ربما أُحَمِّلُ مستقبلي أكثر مما يستطيع. أُحَمِّلُه أعباء حياتي كلها، عبء الماضي وعبء الحاضر، وعبء نفسه.
أتكئ على آمالي بعد ما عاد لي سواها متكأ، وأتصدى للمخاوف بدرع من أمنيات، متجاهلة أن المخاوف بالفعل تجتاحني. وأعمل.
كل الأخطاء التي اقترفتُها بجهل مني لن أكررها في مستقبلي، وفيه ستتاح لي فرصٌ أخرى جميلة لن أخربها بالأخطاء ذاتها.
في مستقبلي ألاحظ كل أمارات الكوارث قبل أن تحدث، وأتفاداها.
في مستقبلي أطفال يعيشون في أمان، دون أن يعبأوا بمستقبلٍ لا يتعدى كونه -بالنسبة لهم- سوى بضع ساعات أخرى من اللعب والمرح.
في مستقبلي أعيش كل لحظة بلحظتها. في مستقبلي لن أقلق كثيرًا أو أفكر كثيرًا أو يستهلكني الحزن أبدًا، في مستقبلي لا مكان للندم.
في مستقبلي شخص ثابت لا يتزعزع، أعلم أن ثباته غير مُهددٍ بشكل تصرفاتي؛ لأنه يدرك ما وراءها، ولأنه يعرف قلبي، وذلك الشخص لن يكون أنا.
والآن أعمل، أعمل من أجل امرأة ستحيا بعد عشرين سنةٍ أخرى، آملةً أن تشكر المرأةُ التي ستحيا عمل المرأةِ التي عملت... آملةً أن يظل حبُّ الحياة حيًا فيَّ إلى أن يصل مستقبلي... آملة أن تجد الحياة طريقها إليّ ريثما أصل إلى مستقلبي، فتقل وحشةُ طريقي وآنس.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات