متعبة... من كل شيء. من انتصاراتي، ومن هزائمي، من الناس، ومني. من كل شيء دفعته عني، ومن كل شيء اندفعت إليه.
متعبة... من الماضي، ومن المستقبل، ومن إدراكي أني لا أملك سوى هذه اللحظة، ومن إدراكي أني -الآن- أدمرها.
متعبة... من اختياراتٍ فُرِضَت عليّ، ومن اختيارات فرضتُها على نفسي.
متعبة... من مخالفتي التيار، ومن انجرافي معه رغم أنفي.
متعبة... من التسليم للمحتوم، ومن قدرتي على كتابة قدري.
متعبة... من كوني أعلم، ومن كوني لا أعلم.
متعبة من التناقضات والأحلام والآمال والأفكار. متعبة من خوض حرب -وحدي-، أعلم أنها لا تنتهي. متعبة من أملي بأني يومًا ما لن أخوضها وحدي. متعبة من يقيني بأني يومًا سأُسنِد رأسي إلى كتفٍ تعرف كمَّ القوة التي قد استجمعتُ لأستند إليها، وكمَّ التعب الذي يتملكني لأسمح لرأسي أن تستند إليها. متعبة من خوفي ألّا أجِدَ من أجِدُ فيه من الجَلَد أن يتحمل ظلامي وأجد فيه من الحكمة أن يتفهمه وأن يتعامل معه.
متعبةٌ من مُغالبةِ خوفي.
متعبة من إيماني أن أيام الظلام لا تدوم، ومتعبة من إدراكي أنه لابد منها.
وما لي سوى أن أصبر... أن أغالب اليأس والخوف والتعب، وأن أدع الأيام تمر. وأن أُذَكِّرَ نفسي: أني وإن كنت لا أكتب سعادتي ولحظات أملي وأمني فإني لا أنكر وجودهم ولا أنكر على نفسي عيشهم. وأن أُذَكِّر نفسي: أني قد شهدتُ ظلامًا انقشع، وبزغ بعده فجر وأشرقت بعده شموس عوضًا عن شمس. وأن أُذَكِّر نفسي: أنه مهما اشتد سواد الليل، فسيظل هناك قمر حتى لو غاب عن عيني، وأني أعلم كيف أبحث عنه حتى أجده، وأعلم أن باستطاعتي أن أتكئ عليه حتى تشرق شمس أيامي مرة أخرى.
وعندما تشرق شمسي مرة أخرى، سأنفض عني غبرة التعب. سأَذكُر انتصاراتي وسأحب هزائمي. سأسامح الناس وأكافئ نفسي. سأتقبل كل ما اندفعت إليه وكل ما دفعته عني. سأسامح الماضي -مرة أخرى- وسأفتح ذراعيَّ للمستقبل وسأحيا كل لحظة.
سأغفر للاختيارت التي فُرِضَتْ عليّ وسأسامح نفسي على بعض اختياراتي وسأشكرها على اختيارات جمّة.
سأتذكر أني أنا التيار، سواءٌ انجرافي ومخالفتي. سأتذكر أني اخترت قدري بأن أستسلم للخير والجمال والحب. سأتذكر كل الحرية التي تنبع من كوني "لا أعلم".
سأحب تناقضاتي وأسعى وراء أحلامي وأتشبث بآمالي وأروض أفكاري.
سأُعِدُ كتفي لتسع رأسًا أخرى، تستند عليها كذلك، وسأُعِدُ نفسي لتسع نفسًا أخرى، تُقاسِمها الظلام والنور.
سأُعِدُ نفسي لتسَعَ الظلام والنور.
التعليقات
الجمال! 🥺🥺