قطار يمشي بلا نهاية وصديقتي المقربة وثرثرة الليل.....

هذا اليوم في محطة القطار

مع صديقتي المقربة، حجزنا نفس القطار ووقفنا نتتظر في المحطة..

سألتني بقلق ونحن نجلس على مقعد الانتظار في الرصيف رقم أربعة:

-أهذا الرصيف الذي حدث فيه الانفجار؟

أجبتها بضحكة خافتة وأنا أعلم عن مخاوفها:

- الانفجار كان في رصيف خمسة أما نحن في رصيف أربعة.

أشرت لها بعيدا:

- هناك بالضبط كان الانفجار.

ممتعضة هي تقول:

-أشعر أننا لن نسافر سالمين ألم أخبرك نسافر في سيارة أفضل، كل يوم هناك حادث شنيع في سكة القطارات.

أجيب ببساطة:

-أنا لا أحب السفر الطويل في سيارة، وتعلمين أنني من هواة ركوب القطارات.

تهز رأسها بيأس مني، يقترب منا فجأة ضابط شرطة ويتقدم نحو الرجل الذي كان بجوارنا ويغرمه سبعين جنيها للتدخين في محطة القطار!

أتعجب واسأل الرجل بدهشة أخفي فرحي سؤالا بليدًا غبيًا:

- دفعت حقا غرامة لأنك تمسك سيجارا؟!

وكأنني لا أعرف الموقف منذ البداية!

سؤال غبي..!

ينفعل الرجل وكأنه ما صدق ويهيج صائحاً على مرأى الضابط:

- والله ظلم.. ظلم.. لست في داخل القطار حتى أدفع غرامة.. "شوفي الظلم.."

تجذبني صديقتي بقوة بعيداً:

- لا تتدخلي.. أقبل رأسك أريد السفر دون مشاكل..!

يأتي قطارنا وندخل كل منا في مقعده، تغيب الشمس ويسدل الليل ستاره علينا، جميع من بالقطر نام إلا أنا وهي، تخرج بعض السندوتيشات أقول لها معدتي تؤلمني تعرفين فتعطيني رغما عني كما تفعل الأمهات، يمر بائع القهوة في الممر فنأخذ كوبين من الشاي نتدفىء بهما من برودة المكيف الذي فوقنا.

يميل رأسي على النافذة وأقول لها:

-سأنام.

قالت لي: - لا تنامي وتتركيني..

والغصة في صوتها كانت أعمق، فأمسكت بيدها وتسرب الدفء من كفوفنا..

لم أنم.

أرجعنا مقاعدنا للخلف في وضع النوم، وظللنا نتسامر نتحدث عن أيام الجامعة والأصدقاء القدامى وعن الحياة وتجاربنا ما بعد الجامعة.. نضحك على مشاكلنا التي كنا نعتقد أنها نهاية الحياة والامتحانات التي كانت أكبر همنا ونتمنى لو تصبح كل المشكلات الآن كمشكلات الدراسة والامتحانات أيام الجامعة!


الرجل الذي خلفنا كان نائماً واستيقظ منزعجاً من ثرثرتنا أنا وهي، لم يسعنا سوى الدخول في نوبة ضحك مكتومة.

فاعتذرت له بصوت خافت.

كان يوم المفاجآت لأننا وبالقدر الغريب في نفس القطار قابلنا صديقة قديمة كانت مع ابنتها الصغيرة وكانت حامل كانت معنا في نفس الجامعة. أتذكر أنها ولدت هذه الابنة قبل أحد الإمتحانات بساعات.

ربما كانت هذه أفضل أمسية قضيتها في سنواتي الأخيرة. قطار يمشي بلا نهاية وصديقتي المقربة وثرثرة الليل.

🍁 fardiat

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

مشاعر لطيفة برفقة الأصدقاء 🤍✨

إقرأ المزيد من تدوينات 🍁 fardiat

تدوينات ذات صلة