كيف كان حال قلبها لما لمست نتيجة سعيها؟ كيف كان إيمانها لما أدركت أنها ما خابت حين ركنت إلى الله.. وأنها حين أوت إلى الله فقد آوت إلى ركن شديد.. "

مسدلة الكتفين.. متعبة.. ومنهكة

أسعى واتسائل.. هل شعرت بخوف كبير وهي في واد بعيد وحيدة دون رفيق.. في حر كاللهب وشمس حارقة؟


ثم أتذكر أول مرة سعيت فيها كنت مع أبي

قلت أنني تعبت من السعي وقدمي تؤلمني.. قص علي يومها قصة هاجر وإسماعيل..

يومها كنت أول مرة أفهم العبرة من حكايتها رغم أنني قرأتها مرارا وتكرارا.. أشعر ولو بجزء قليل بما شعرت به هاجر،

أنظر إلى الهواء البارد من المكيفات فوقي وإلى البرودة من أسفل مني وأتساءل عن شعورها وهي تصعد وتسعى في هذا الوادي الحار مع ابنها الرضيع فلذة كبدها دون عتاد.. دون ونيس.. دون مكيف فوقها.. أو طريق ممهد أسفل قدمها كالذي أسير أنا عليه.. دون حتى نور أو أمل يلوح لها!

أفهم لأول مرة معنى

"السعي"

ولماذا سمي بالسعي..


أتخيلها أمامي تهرول ذهابا وحيدة تتلفت حولها لا بشر ولا زرع ولا حياة حولها فتعود إيابا بخفي حنين

وتهرول ثانية وتعود خائبة

وثالثة ورابعة وخامسة..

ألم تفقد الأمل بعد؟

أردد.. بالله كيف كان إيمانها؟

كيف كان إيمانها وهي تسعى كل هذه المسافة حتى سادس مرة ثم السابعة والأخيرة وقد أنهك جسدها ولم ينهك ذلك إيمانها!

تجلس متعبة وترفع رأسها للسماء تناجيه دون صوت، فيسمع ندائها الله.. ثم ها هي الأرض تنشق من أسفل منها وزمزم يخرج لها..

هذه المرة اسأل كيف كان شعورها لما لامست مياه زمزم؟

كيف كان حال قلبها لما لمست نتيجة سعيها؟

"كيف كان إيمانها لما أدركت أنها ما خابت حين ركنت إلى الله وهي تقول لزوجها "أالله أمرك بهذا؟... فتقول لا يضيعنا الله..

وأنها حين أوت إلى الله فقد آوت إلى ركن شديد.. "


أؤمن

"نسعى مثل هاجر في حياتنا وإن كنا لا نعلم من أين ومتى سيخرج لنا زمزم.. ولكن لنؤمن فقط بسعينا مهما طال للسابعة، وأن الناس مهما تخلوا فإنك حين تأوي إلى الله فإنك تأوي إلى ركن الله شديد "


♥️

🍁 fardiat

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

اللهم ارزقنا الطواف ببيتك🥺🌸

إقرأ المزيد من تدوينات 🍁 fardiat

تدوينات ذات صلة