فالحقيقة الأكبر أن الكتابة هي العالم الوحيد الذي اخترته بنفسي لنفسي وأنني حتى لو هربت من العالم كله سأظل أكتب.. "ولو كنت أنا جمهوري الوحيد"

في دواعي الكتابة نخاف أحياناً أن تطغي مشاعرنا على أشخاص الرواية نخاف أن يتحدثوا بلساننا أن يكشفوا أسرارنا أن ينبثق كل الحديث المكتوم بصدرنا بلسانهم! فننهض ونترك المشهد معلقاً لحين نخرج من جسد البطل المرسوم بروؤس أقلامنا، لأن المطلوب في الكتابة أن تجسد شخصية البطل وليس العكس،

ننهض عن الكتابة طويلاً وحين نعود نحاول أن نجعل كل تلك الأشخاص هي من تلبسنا لتبدد مشاعرنا الجياشة وحالتنا الخاصة نرغب بالهروب معهم بعالمهم الوهمي الذي نسجه خيالنا لكن ما يحدث:

حالة خاصة ما بين الكاتب وأشخاص روايته، علاقة غريبة تنشأ بينهم يربطها قلم وبضعة حروف تلتصق مع بعضها لتكون جملة بعد الأخرى وتتوالى خلف بعضها في مشهد بعد الآخر ثم تخرج الحكاية..

حكاية فيها جسد البطل يؤدي دوره بعناية فائقة ويصفق جمهور القراء له.. ولكل دور بطولة ناجح!

لكن لا أحد يرى ما خلف الكواليس، حيث هناك الكاتب تطفو روحه.. هناك يمر بالحزن، بالبكاء، بالضحك، بالفرح، بالأمل، بالإحباط. لا أبالغ حين أقول أننا نشعر بمشاعر الأمومة نحو أشخاص الرواية فحتى أشرار الرواية نحبهم لم يسبق لكاتب أن يكره شخص كتبه ولو حمل شر العالم كما لم يسبق لأم أن تكره ابنها..

الحقيقة أن أشخاص الرواية حقيقون لأن كل شخص منهم أخذ جزء من روح الكاتب من مشاعره من كلكعة الأحاسيس التي بداخله.

وأشخاص الرواية هم الأشخاص الوحيدون الذين عبروا عما يجول بداخلنا ونكتمه.. وأكاد أقسم لك أن معظم الكتاب هم أكثر أشخاص كتومين ممكن أن تقابلهم..

فتذكر في كل مرة حين تقرأ مشهد يبكيك أو يضحكك تذكر حين تنتهي من الرواية

"الكاتب الواقف مترقباً خلف الكواليس.."

أما عني فالحقيقة الأكبر أن الكتابة هي العالم الوحيد الذي اخترته بنفسي لنفسي وأنني حتى لو هربت من العالم كله سأظل أكتب

ولو كنت أنا جمهوري الوحيد..

.

Fardiat Sadek 🍁

🍁 fardiat

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات 🍁 fardiat

تدوينات ذات صلة