يقولون الليلة الأولى في الغربة هي أصعب ليلة ستقضيها.. ♥️
تتطلع فيها إلى الأماكن حولك، إلى الهواء، ورائحة الوطن المختلفة عن رائحة وطنك، الكلمات والأصوات الغير معتادة.. اللهجة الغريبة على أذنك..
ستقضيها والدموع ترافقك تصبر قلبك وتردد: صبرا على ما لا أحط به خبرا.
ثم في الليالي القادمة تبدأ مرحلة جديدة من التكيف والاستكشاف محاولات عديدة لإجراء حديث داخلي مع نفسك وقلبك، تحترم هذا الحزن بداخلك لكنك تبدأ بالبحث عن الجمال المختبئ في زوايا الأماكن الغريبة تردد بتنهيدة عميقة أنها نفس السماء نفس القمر والنجوم التي في وطنك لكن لم يبدو لقلبك أنها ليست نفس السماء!
التكيف مع أصدقاء جدد وأماكن جديدة أصعب مع شخصية تتأقلم بصعوبة مثلي مع الأشخاص الغريبة، حياة ومحطات أخرى مختلفة تنسج باقي خيوط قصتك بالحلو والمر..
تبدو وكأنك في مرحلة كفاح من نوع خاص لتعلم كل شيء في الحياة من البداية.. اللغة، اللهجة، العادات، الطعام... مع قلب يناجيك بعدم الانتزاع من أصلك..
أفضل يوم يمكن أن يقابلك حين تكون تتجول وتسمع خلفك لهجة عربية تستدير بكل قواك في شوق ليس مهماً الآن من يكون ذاك الشخص ليس مهما أي شيء سوى أنه من بلدك يتحدث لهجتك التي اشتاق لسانك لها ويبدأ بينكما حديث طويل وكأن كل منكما يحمل شعور ضمني لا يتفوه به شعور أنه في أمان.
وبعد ليالي في الغربة والاعتياد
تكتشف أن الليلة الأولى ليست الأصعب البتة! الأصعب هي الليالي القادمة حين تضع رأسك على وسادتك وتتوالي عليك ذكرياتك القديمة الدافئة متتالية.. تتنهي بشوق رهيب لعيني ذاك الحبيب..
وطنك.. ♥️
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات