حين تثق الفتاة بزوجها ويخدلها في اول الطريق بداية المشاكل

دينا أحمد سعيد


شعرت حينها بتوعك في جسدي

ظننت إنه لربما عارض مرضي كما يحدث في المعتاد

أستمر التوعك ثلاثة أيام

حتى بدأت بطني تبرز إلى الأمام

طارت قدماي مُحلقةً عالياً

وانتظرت قدوم زوجي لأخبره عن قدوم مولده الأول

التي طالما انتظرنا قدومه لثلاثة أعوام ونصف

لم تسعني الفرحة يومها

عاد زوجي من العمل

أغلقتُ أعينه برباط من حرير

ووضعت يده أعلى بطني

لأخبرك أتعلم ماذا هُناك؟

لم أنسى تضيّق عيناه الصغيرتان حين شعر بالسرور

وظهور تلك الغمازة التي كَانت تميز خده الأيمن حينها أزاح ذلك الرباط

- ليخبرني هل أنتِ حامل؟

- أغلقتُ عيناي نعم أكون حامل...

إنه مولدنا الأول أريد أن أهتم به وأذهب إلى زيارة الطبيبة كل شهر لتطمئن على طفلي

-أنظر إلى حجمه يبدو كأنهم تؤام

كم إنهم جميلان،

أريد أن تكون فتاتان

- عزيزتي تمهلي كيف علمت بالحمل؟

- هل زُرْتِ الطبيب؟

- لا لم أفعل

- هل عملتِ اختبار منزلي؟

- لم أفعل أيضا...

وكيف تعلمين ذلك؟

- انظر إلى حجم بطني أيعقل ألا أكون حامل!!

- لربما تعانين من انتفاخ ويزول بعد تناول بعض الأعشاب

- لا ليس انتفاخ أشعر بذلك هيا بنا نزور الطبيبة لتعمل الفحوصات المخبرية

- رأت الطبيبة حجم بطني وكتبت لي بعض الفحوصات المخبرية انتظرت لساعتان من الزمان لتظهر نتيجة الفحوصات لم تكُن مثل ما توقعت لم يكُن هُناك أي حمل شعرت الطبيبة إن هُناك أمراً ما...

حينها دعتني على الصعود في ذلك السرير لتبدأ فيها فحص بطني ثم أشغلت جهاز الموجات الصوتية لتكتشف وجود ورم سرطاني

أخبرت نفسي ربما الطبيبة ليست جيدة في الفحص سأذهب إلى طبيب آخر

ذهبت إلى أكثر من طبيب وجميع الأطباء أخبروني بوجود ورم ولا بد من البدء في استخدام العلاج وتلك الجُرعات اَلْمُؤْلِمَة

نظرت إلى زوجي وأحدثه ماذا يجب أن نصنع كان شارد الدهن ولم يستمع إلى حديثي بتاتاً

نمت ليلتها بعد إن تناولت مُسكن ألم فقد بدأت أعاني من ألم شديد

أستقيظت في مُنتصف الليل ولم يكُن زوجي بجانبي

نظرت إلى الشرفة لربما يدخن سيجارته لَطَالَمَا كَان يدخن حين يشعر بالقلق

أعلم إنه قلقاً نوعاً ما ويفكر في أمري خطيت خطواتي حتى وصلت إلى الشرفة لكنه لم يكُن هُناك

زال اَلنُّعَاس من عيناي وأمسكت بالمصحف لقراءة بعض سور القرآن لربما يأتي أرتابني النعاس وغفوت لبعض الوقت

حتى أشرقت شمس الصباح حينها سمعت طرقات باب المنزل ظننت إن زوجي قد عاد لكن أتفأجت حين كان الطارق شقيقي

ضمني بقوة إلى صدره وعاتبني ببعض الكلمات لخوفه مما أصابني...

ربت على كتفه لا بأس إنه أمر الله

- نظر شقيقي نحوي هيا أجمعي أغراضك سنذهب إلى منزلنا...

- ولماذا أذهب معك زوجي سيهتم بي ولن يتركني أعاني بمفردي،،

ليضمني مرة أُخرى نحو صدره لقد أرسل زوجك ورقة الطلاق...

طلاق!! تكررت الكلمة على مسامع أُذني لم أتمالك أعصابي وقعت مغشية على الأرض...

مضت سنة كاملة على تلك الحادثة ولا أعلم أين زوجي اوه... قد نسيت زوجي السابق خلال السنة التي مضت أهتم بأمري أشقائي سافرت الى بلدان عديدة لإجراء الفحوصات والبدء في العلاجات حتى عادت صحتي مثل الأول عُدت الى راس عملي وأجتهدت في العمل وتم تكريمي وأنتشرت صوري في الصُحف الأسبوعية ليظهر بعدها زوجي السابق وكأنه لا شيء حدث معي ألقى تلك الكلمة المعتادة لدي الجميع أعتذر هل نعود كما في السابق...

- سأكون حمقاء إن عُدت إلى رجل لم يهتم لأمري ولم يقف معي في شدتي ولم يسهر الليل للتخفيف من ألمي لم أكن أعلم كم إنك أناني لكنها الشدة فضحت أمرك أنا هُنا اليوم واقفة على قدماي مرة أخرى بفضل الخالق وأشقائي التي لم يتركوني يوماً وحين عُدت مثل السابق أتيت للإعتذار إرحل ولا أريد أن اراك مرة أُخرى...


دينا احمد

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات دينا احمد

تدوينات ذات صلة