حكاية من حكايات الحرب التي مرت على بلادي ذات يوم ولم تنتهي بسلام


أغلقت عيناي يَوْمهَا بعمق على أصوات لم تكد من المفترض سماعها فقد كانت تلك الليلة الأولى التي نسمع بها تلك الأصوات وضعت وسادتي على مسمع أُذنياي من أجل أن أنعم بهدوء تاما وأخبر نفسي إن كان كابوساً لا بدا أن ينتهي حين تحول ساعات الصباح

مرت القليل من الساعات حين أستقيظت من نومي على أصوات هزت وجداني خوفاً ولم أعرف ما هي تلك الأصوات فقد كان الضجيج يملأ المكان والخوف سيطر على القلوب عنوة نظرت يمنةً ويسرىٰ ابحث عن عائلتي هل ما زالوا نائمون بجانبي ام لا خطيت بخطوات بسيطة ورأيت امي حينها تضع الغطاء الجاف على وجهها وأخوتي الصغار بجانبها ذهبت للإنضمام معهم واهمس لامي ماتلك الأصوات يا أمي ماذا هناك؟

لتهمس والداتي بهمس لم اكد اسمعه من خفته انها اصوات الحرب يا فتأتي انها الحرب أدعي الله ان ننجوا سالمين

حرب!! واي حرب تلك انها المرة الاولى التي اسمع فيها تلك الكلمة لم استطع إكمال سؤالي حتى أشتدت الاصوات التي نسمعها وكل مرة يقترب اكثر نحونا حتى استمعت ضربات قلوبنا من شدة الخوف لم تكُن غير دقائق حين بدأت أستوعب ان ابي ليس بجانبنا سالتُ امي اين ابي لم اراه منذ ان أستقيظت؟

لتجيب امي لقد ذهب مع المحاربين لتحرير الارض وإنهاء الحرب شعرت لوهلة ان ابي رجل شجاع وبطل مثل أبطال الروايات وشعرت بالفخر ان ابي يحارب العدو من اجل سلامة أرضنا ذهبت امي لتصلي ركعتين في منتصف الليل وتهتف بالدعاء أحتضنت أخوتي وذهبنا ايضًا الى الصلاة مع والداتي من اجل سلامة أرضنا وعودة الامان والسلام الى بلادنا مضت ايام وليالي طويلة على تلك الأصوات وابي لم يأتي منذُ تلك الليلة ساءت الأحوال ولم نعد نمتلك قطعة من الخبز للطعام فقد انتهى الطعام التي كان بحوزتنا ولم يسمح لاحد بمغادرة المنازل حينها لم اعد امتلك القدرة عن التحمل حين بدأ اخوتي الصغار بالبكاء من شدة الجوع امي كانت تبدل مجهوداً لإطعامهم وتخرج كل مافي المنزل صالح للأكل حتى نفذ الطعام غادرت المنزل خلسة لاطرق على ابواب الجيران لإشباع أخوتي طرقت الباب الاول لتخبرني جارتي المسنة لا نمتلك غير بقايا طعام هل تريدي القليل منها أخبرتها نعم نعم فلتعطيني ماعندك لإشباع أخوتي أتت الي جارتي المسنة وبيدها بقايا قطع صغيرة من الطعام أشتد الاصوات مرة اخرى أخدت الطعام وعدت مسرعة الى منزلنا وضعت الطعام امام اخوتي لم تكُن غير ثواني حتى انتهى الطعام التي احضرته من جارتي نظرت الى أمي وقد بدأ الاعياء على وجهها فهي قد أمتنعت عن الطعام لاجل إطعام اخوتي الصغار ذهبت اليها امي مازال هناك القليل من الطعام معي كلي شيئاً قليلاً من اجلي لتنظر الي والداتي أطعمي أخوتك انهم جائعون اخبرتها يكفي ياامي مالديهم اما أنت لم تأكلي شيئاً منذٌ أيام لم استطع ان اكمل حديثي مع والداتي حين علت اصوات الفرح وزغاريد من اهل الحي لقد انتصرنا على العدو ركضت مسرعةً الى الخارج رأيت الجميع يحتفل وهناك من يقوم بتوزيع الطعام أخدت الطعام الى امي وأخوتي حين أتى المساء حتى أشتد صوت الرصاص وصراخ النساء في الحي ظننت ان الحرب قد عادت ليطرق باب منزلنا بقوة افتحوا الباب للشهيد لقد كان ابي...


الكاتبة:- دينا احمد سعيد

دينا احمد

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات دينا احمد

تدوينات ذات صلة