خط هذا المكتوب منذ شهر تام، وقدر له أن ينشر اليوم لتهبه عيناك الحياة كما وهبت قطعة الحلوى روحي بريقها مرة أخرى بعدما أطفأته دوامة الأيام..
لأول مرة منذ فترة طويلة أشعر بالاطمئنان.. وأصبحت أصدق أكثر من أي وقت مضى أن اللحظات التي نقتبسها لأنفسنا وسط يوم مليء بالأحداث أفضل بمراحل من الأيام الكاملة التي نقضيها على أهوائنا الشخصية..
قديما وضع ماسلو الإحتياج للتقدير في قمة هرمه فكانت مساحته هي الأصغر؛ لكانه كان يقصد معنى آخر من وجهة نظري.. وهو أن بوجوده في القمة يعني أنه هو أول وأهم ما يحيا الإنسان لحتياجه والرغبة في إشباعه.. فحينما يغيب التقدير تفقد الدنيا ألوانها وتفقد أنت أيضا ما ينير عينيك فلا تستمتع بأي شيء تقوم به حتى وإن كنت تحبه في الأساس..
أن تفهم ذاتك أيضا مهم كأهمية التقدير.. أن تتعرف عليها حقا؛ أن تعرف من هي بعيدا عن عيون الناس ونظرتهم لها.. أن تعرف ما يجعلها حية ومتقدة.. قلت لك هذا الكلام مسبقا أذكر ذلك جيدا لكن هذه المرة أخبرك إياه من قلب الحدث.. فما حولي من مهام كثيرة علي الإيفاء بها ينسيني نفسي وسط ذلك الزحام، فظلت تلك الأخيرة تذبل وتذبل حتى قاربت الجفاف والتحجر.. إلى أن أحيتها قطعة حلوى ملونة.. إحدى قطع السكاكر الملونة البراقة كانت كفيلة باعادة الألوان والحياة لروحي.. حينما وقفت في وسط الطريق أبتاعها .. في تلك الأثناء عايشت الكثير من المشاعر المتخالطة العجيبة حلوة المذاق كطعم الحلوى نفسها.. أما نظرات التعجب من حولي فلم تزد في إلا الإصرار على الظفر بها.. كنت أشعر كأني عدت لتلك الطفلة التي كنتها بالأمس القريب حتى نسيتها فنستني بدورها.. كان من العجيب الذي عايشته أيضا أن أبتاع تلك الحلوى -رغم طول قامتي الآن- بأموالي الخاصة لا من أموال تمنح لي من أبي وأمي..
وبعيدا عن حدث الحلوى الذي كان خرقا مباشرا لقوانين عالم الكبار؛ فاليوم ظفرت بشيء آخر زاد من بريق روحي الذي كان مفقودا.. تمكنت أخيرا من العثور على قلم حبر سائل جديد كليا لكنه في نفس الوقت يشبه قلمي السابق والأهم من ذلك أنه يشبهني..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات