أحاول جاهدا فهم نفسي لكن دوما هناك شيء ما لا استطيع فهمه.. شيء ما..
"ما أتاري الكلام بيضلوا كلام، وكل شي بيخلص حتى الأحلام.. والأيام بتمحي أيام.." فيروز- الله معك ياهوانا
وأخيرا.. ها نحن هنا نتحدث سويا مرة أخرى بعد أيام من آخر مرة كنا فيها جنبا إلى جنب.. أعرف أنني تأخرت بعض الشيء لكن أعذرني فأنا أصحو متأخرا في إجازتي كما تعلم وهذا ما يجعلني شديد التوتر لكوني شخصية صباحية يتحسن مزاجي بالاستيقاظ مبكرا ويفسد بالنوم لوقت متأخر كالآن.. أيا كان ليس هذا موضوعنا الآن..
لا أذكر للأسف فيما تحدثنا المرة الماضية فذاكرتي بحالة سيئة هذه الآونة..، ها! أجل قد تذكرت! كنا قد تحدثنا في مسودة لم يتسنى لها النشر ثم تحدثنا في مقالة كتبت منذ بضع شهور ونشرت مؤخرا تحت عنوان "مخطوط" لم تخبرني برأيك فيها حتى الآن! -كتبت هذه المقالة في نهاية شهر يناير أي أنها قبل مقالة الألاعيب التي تم نشرها قبل أيام-
دعك من هذا وذاك الآن وتعال لنتحدث عما جئت إليك من أجله.. لدي سؤال أحتاج لإيجاد إجابته..
ما الذي يجعل الكاتب كاتبا؟
أهو عمق التفكير والدراسة الجيدة والقراءة المفرطة لدرجة الهوس فيقوم بقراءة كل شيء وأي شيء يقع في مجاله البصري؟ أهو غموضه وغرابة أطواره وشروده معظم الوقت؟ أهو خياله الخصب والنظرة المختلفة للأشياء عمن حوله من الناس..؟ أم هو شعوره المستمر بالتقلب المزاجي من شديد الفرح لأشد البكاء؟ أم أنه حبه للقهوة وفيروز؟ .. وتخبطه من التمتع بصوتها وبموسيقى موتسارت إلى حبه لصخب أغنيات لا معنى لكلماتها ولا لألحانها هدف سوى إثارة الضجيج لاسكات عقله عن التفكير المفرط؟!
لا أعرف على وجه التحديد إن كان أحد تلك الأشياء هي ما يجعل الكاتب كاتبا أم أنه يكون كذلك حينما تجتمع جل تلك العناصر بداخل التجمع الكربوني المدعو الانسان؟!
إن كان كذلك فلماذا لا أرى نفسي أهلا لاتخاذ لقب كاتب إذا؟! أرى أنني بالفعل أحب الكتابة وأجيد فعلها بعض الشيء، لكن ليس لدرجة أن أتخذ لنفسي ذلك اللقب العملاق!
ربما تنقصني بعض الثقة.. ربما ينقصني أن أجد شخصا ملهما.. ربما.. لا أعلم ..
وربما ينقصني فهم نفسي!
لكن من من أكبر قامات وعلامات الكتابة العرب والغرب تمكنوا من فهم أنفسهم بعيدا عن أوراقهم! أو حتى بقربها! أو كان ذلك حاجزا أمامهم في سبيل كونهم كتاب عظام؟ الإجابة ببساطة لا أحد !
بل إن بعضهم كان يتخذ إلهامه من غرابة أطواره هو نفسه -بالنسبة للعامة- فلماذا لا أستطيع أنا فعل ذلك!!؟
هنالك شيء ما ينقصني لكن ما هي كينونته لا أعرف.. لكني أعرف فقط أن هناك شيء ما مفقود.. شيء ما!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات