أجمل هدية في الكون تلخصت في الأم , اعرف قيمة هذه الهدية الغالية قبل فقدانها
الأم دائما كانت مقدسة عند جميع الديانات والثقافات , عندما نقول الأم فاننا نتحدث عن مصدر الحياة
هل يمكن للانسان أن يتخيل نفسه بدون الأم ؟ أنا عن نفسي لا أتخيل ولا أريد ذلك .
أفهم جيدا مشاعرالناس الذين فقدوا أمهاتهم صدقا امتحان صعب وقاسي جدا ولا يمكنني أن أقول الا العوض من الله عز وجل لأن لا أحد يمكنه أن يعوض الأم أو الأب تاجان لا يعرف قيمتهما الا الذي فقده .
بعيدا عن كل التهنئات والمعايدات في هذا اليوم لنكن واعيين أن الأم ليس لها يوم واحد لنحتفل بها وجودها في حياتنا هو العيد وفرحتها هي العيد وصحتها هي العيد أنت العيد وليس العيد هو من يحتفل بك .
لا أعرف شعور الأم لأنني لست أم , ولا أفهم خوفها وقلقها على أطفالها لأنه ببساطة لم أجرب ذلك لكن أعرف جيدا ومتيقنة أن رب العالمين لم يقرن طاعته بطاعة الوالدين عبثا الا وأن لهم مكانة عظيمة ومعنى في هذه الحياة .
شكرا لرب العالمين على هدية الأم الهدية التي تجتمع فيها كل معاني الحب والأمان والسعادة والحضن الدافىء والجنة والرضى والفتح وكل الخير .
كل حرف أو كلمة تحاول أن توصل مشاعري لكن لا تستطيع الكلمة ايصال مشاعري وحبي الكبير لك يا ست لحبايب , أنا أحزن من نفسي ومن مشاعر الغير الناضجة عندما تسبب ولدنتي وتصرفاتي الطائشة في حزنك أو قلقك أشعر أن باب الجحيم والخوف والحزن وكل معاني الألم أقبلت علي لا يمكن أن أنكر أنني انسانة ضعيفة أمامك ولا يمكن أن أنكر أيضا أن كل تصرفات الذي أحزنتك يوما ما تمنيت لو أستطيع أن أزيل تلك المشاعر السوداوية وأترك فقط المشاعر الجميلة في علاقتي معك , لكن صدقيني حبيبتي أنا نادمة جدا من أي تصرف أزعجك بدون قصد أو بقصد لن أبرر تصرفات لأي أحد لأنه لن يفهمني غيرك أنت يا حبيبتي .
عادة الانسان يكشف ضعفه أمام خالقه ووالديه وأقرب الناس الى قلبه وهذه أول مرة أكتب بدون خجل ولا خوف لأنني مدركة أن الكثير من الأشخاص الذين سوف يقرؤون تدوينتي سيجدون أنفهم مقصرين في حق أهلهم وبالخصوص الوالدة , لا تتردد في طلب السماح والعفو منها , لا تترد أن تقبل رأسها ورجليها ويديها مباركتين , لا تترد أن تبدأ صفحة جديدة معها , لا تترد أن تتصل بها وتقول لها أحبك وأنت أجمل هدية في هذا الكون , لا تتأخر بتصليح علاقتك مع والدتك قبل أن يفوت الأوان ويصبح كل هذا الكلام لا ينفع وبدل تقبيل يديها تجد فقط التراب هو ملجأك الوحيد , بدل أن تسمع " الله ارضي عليك " تسمع " رحمة الله عليها "
بدل أن تقول لها في هذا اليوم "عيد ميلاد سعيد يا حبيبة قلبي " لا تجد أحدا يجيبك .
أعرف أنك شعرت بالخوف والندم الآن ودموعك تنهمر خوفا من هذه اللحظة , اللحظة التي ترفع سماعة الهاتف وتسمع هذه المكالمة الأخيرة وبعدها يصلك خبر " عظم الله أجرك الوالدة فارقت الحياة " أنا متأكدة سوف تندم على كل دقيقة لم تقضيها معها سوف تندم على كل رسالة أو مكالمة أجلتها سوف تندم على كل دعوة رفضتها لكن لن ينفعك الندم ...
لذلك اذا كانت والدتك ما زالت على قيد الحياة حاول استدراك ما فاتك واقضي وقت أطول معها ودائما قل لها كلام جميل واعمل على ضبط مشاعرك وغضبك وأعصابك تجاهها لأن الكون في كفة والوالدين في كفة أخرى .
أما الذين فارقوا أهلهم سوف أقول لك أبشر فعندك فرصة أخرى وهي أن لا تنساهم من الدعوات والصدقات وزيارتهم والترحم عليهم لأنها كلها تصلهم والبشرى الأكبر أن رب العالمين وعدنا بلقاء مجدد معهم ولكن هذه المرة بدون وداع فالله سبحانه وتعالى رحيم وكريم بعباده سوف تجد والدتك وأحبابك كلهم في انتظارك في الجنة قولوا آمين .
وبكل حب أقول لكم يا أمهاتنا الغاليات كل عام وأنتن بجانبنا وكل عام والسعادة لا تفارقكم كل عام وأنتم الحياة .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات