في مسعى لحفظ التراث الأدبي وما تحتويه لغتنا من أعمالٍ تستحق أن تُخلَّد ويبقى أثرها معنا في كل وقت،
في مسعى لحفظ التراث الأدبي وما تحتويه لغتنا من أعمالٍ تستحق أن تُخلَّد ويبقى أثرها معنا في كل وقت، لجأت بعض المنصات الصوتية وبمساعدة من تطبيق "ساوند كلاود" إلى إنشاء مكان يجمع الفن وجمال النص العربي. إلى جانب العديد من الأعمال التي تُثري المحتوى العربي على شبكة الإنترنت.
ويواكب ذلك ظهور العديد من المنصات التي جعلت هدفها الوحيد خدمة النص الأدبي وإعادة الاهتمام باللغة العربية وإبراز جمالياتها بصحبة خلفيات موسيقية تجذب المُستمع والقارئ معاً؛ ومن هذه المنصات "عنادل" التي انطلقت في اَذار 2014. جاءت فكرة عنادل، من كون اللغة فناً صوتيّاً، وأن الناس يعرفون "أغدًا ألقاك" التي تغنيها أم كلثوم لكنهم لا يعرفون الهادي آدم وهو الشاعر السوداني الذي نظم القصيدة.
فوجد القائمون عليها أن الفن في عصر الصوت والصورة هو الطريق الأمثل لزيادة نصيب الفرد العربي للاستماع إلى لغته في حياته اليومية، وفي حرصهم على الاعتناء بجمال اللغة اختير اسم عنادل وهو جمع عندليب، لأن العندليب طائر جميل الشكل، حَسَن الصوت، يغني ألحانًا متنوعة، وهو يغنّي ليلًا حتى يُسمع، ولا تختلط موسيقاه بموسيقى العصافير الأخرى، وهو ملهم للأدباء والشعراء كرمز للجمال.
تُنشر على منصة عنادل أعمالٌ أدبية شعرًا ونثرًا وقصة ومسرحية وغير ذلك في شكل إذاعي محترف. وتُنشر كذلك مواد تعليمية وتثقيفية تخص اللغة العربية وفنون الإذاعة. أما مستمعو المنصة فأكثرهم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم من 18 إلى 35 عاماً، يجمعهم حب العربية وجمالها وفنون الصوت التي شوهتها وسائل الإعلام والأفلام بصورة هزلية مملة وثقيلة. ووجد القائمون على المنصة اهتماماً وتشجيعاً بالغَيْن من الناس بما تبثه من محتوى فريد وانضم إلى ورش عنادل التدريبية ما يزيد عن 500 متدرب خلال عام ونصف.
تنشر منصة "رواة" عبر قنواتها قطوفاً من الأدب العربي شعراً ونثراً، وصفوة من مقالات الفكر والتاريخ والتربية وغيرها، ومختارات من الكتب العربية.
"صباح الخير إن قلت ذات مرة أني حزين ولم يتغير شيء بعدها، ولم أستطع رفع رأسي ولم يأتِ منكِ جواباً ولم تنتهي الحرب بعد".. من مثل هذه النصوص وبخلفية موسيقية انطلق أحمد قطليش وفي ظل افتقار المكتبات العربية إلى مدونات صوتية تدعم المحتوى العربي على شبكة الإنترنت ،قام قطليش بتأسيس مشروع على تطبيق "ساوند كلاود" وبدأ بتسجيل مقتطفات من الآداب الحديثة العربية والمترجمة، في الغالب تكون لكتاب إبداعيين غير معروفين في أوساط الشباب لردم الهوّة ما بين الكاتب والمتلقي. فيذهب المستمعون للتعرف أكثر على الكاتب والقراءة له، فالهدف كان الحث على القراءة والتعريف بكتّاب من كافة المستويات والتجارب.
يقول قطليش "عندما كنت في دمشق كنت أعد وأسجل فقرة لأحد البرامج الإذاعية وكانت تتضمن اقتباسات للكتاب والشعراء من مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تعرفي على تطبيق "ساوند كلاود" بدأت أفكر بنقل هذه الفكرة إلى هناك خاصة بعد سماعي لإحدى القنوات على "ساوند كلاود" وكانت لـ"لمى دلبح" والتي تسجل النصوص بطريقة بديعة. فبدأت بتعلم المكساج وتطوير صوتي من خلال بعض الدورات وعمل استوديو خاص في المنزل وانتشرت الفكرة بعد ذلك.
أما بالنسبة للموسيقى المُستخدمة في التسجيلات؛ يذكر قطليش بأنه يستخدم كل ما يليق بالنصوص وهذا يأخذ جهدا كبيرا لإيجاد قطعة موسيقية تليق بكل نص وتتلاءم مع المعنى وحركة النص، ويرى قطليش أن ردة فعل الجمهور تتفاوت حسب اهتمامهم بالاستماع إلى نصوص دون قراءتها ومنهم من يرى في هذا المشروع وسيلة سهلة لأخذ النص العربي إلى أي مكان وفي أي وقت والبعض يحب مرافقة الكتاب والاعتناء بالتفاصيل برفقته.
وانطلاقاً من الشعور بالهم تجاه الثقافة العربية وترويجها بين أهلها، بزيادة المحتوى العربي المسموع المتاح عبر شبكة الإنترنت جاءت "رواة" منصة للإبداع الصوتي العربي، تنشد الشعر وتحكي الأدب وتُذيع المقالات وتقرأ اقتباسات الكتب. تتحرى إتقان اللغة، وحُسن الصوت، ودقة الأداء. تبتغي إطراب الأسماع وتهذيب الألسن.
تنشر "رواة" عبر قنواتها قطوفاً من الأدب العربي شعراً ونثراً، وصفوة من مقالات الفكر والتاريخ والتربية وغيرها، ومختارات من الكتب العربية. وكذلك قصص الأطفال والدراما المسموعة والمميز في "رواة" أن مستمعيها هم كل من يتحدث العربية ويفهمها في أماكن متعددة من العالم. فكل من هو مشغول بأداء شيء ليس بحاجة إلى تفريغ كثير من الوقت ليقرأ من أجل أن يتثقف، بل توفر له "رواة" الكثير من الأعمال الأدبية في أي وقت مسموعاً.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات