نغفل عن النعم من حولنا ونغفل أين محل البلاء في حياتنا ، تُضبّب الرؤية أمامنا فنغفل أن نمسح فنرى أنحن في جحيم حقا أم في نعيم .

الأرزاق مقسمة ولا يأخد أحد في هذه الحياة سوى نصيبه الذي كتبه الله له ،لا ينقصه أحد ولا يزيد عليه أحد ، سبحانه لا يظلم عبدا من عباده ، يهبُ لحكمة ويمنع لحمكة لا يعلمها سواه ، والانسان بطبيعته دائما يسعى هل من المزيد، وحين يَبعُد المنال على شيئ رغبناه ، تُصبح أعيينا معلقة به ونفسنا تلهث للحصول عليه ،وننسى كثير العطايا حولنا، فكل ممنوع مرغوب ،وان كان الله قد منعنا شيئا فقد أعطانا أشياء أخرى كثيرة ،،،،

، ويظهر هنا المؤمنون بقدر الله حقا ،يملؤون فراغ ما حُرِموا منه بالدعاء والصبر .... ، أصحاب القلوب المبصرة الذين يرون في المنع عطاء كثيرا يصبرون و يرضو وهم أقوى إيمانا حينما يشكرون فيُربط على قلوبهم وتنزِل السكينة على أنفسهم يتلذذُون بعبادتهم ،كيف لا وهم عباد الله المقربون أدركوا بأن ما عند الله أعظم ، وأن عوض الله ليس بعده عوض ... فيا أهل البلاء أبشروا فان الله أحب لكم الخير في دار البقاء وما نفعنا أن اعطينا خيرا كثيرا في دار فانية لا نعيش فيها سوى أعمارا محدودة وفي الآخرة نكن من الخاسرين ...

قال صلى الله عليه وسلم : « يودّ أهل العافية يوم القيامة حين يُعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قُرضت في الدنيا بالمقاريض ».

وكل من وهبه الله من خير الدنيا ... فهو به يُبْتلى ، يشكر أم يغفل ، يتصدق أم يبخل ، أيمنح أم يمنع... أيُحسن أم يسيء ....فكل بني آدم مبتلى ، ولابد أن يدرك العبد هذا ، ويرى أين محل بلاءه فلا يغفل ويكن من النادمين...

كل من آتاه الله من فضله الواسع أدرِك قيمة ما أنت عليه من نعمة فصاحب الولد ، يُحسن تربية ولده فالولد الصالح صدقة جارية بعد الموت ،وليشكر الله كثيرا فهناك من قلبه يتفطر ألما ليرزق بولد ،ومن أوتيَ مالا فليقدر ما يملك ويشكر ويتصدق، فلا ينقص مال من صدقة ،وليعلم بأن هناك من يبكي حُرقةً، لانه لا يملك ما يتصدق به ... من أُوتيَ عِلما فلا يحبِسه في صدره فيضيق ، وما نفع العلم إن لم يتحازو صاحبه ...فليشكر ويُعلِّم فهناك من هو في ظلمات يغرق يحلم بنور علمٍ تحمله أنت ....


فلنستشعر عطايا الله منْ حولنا ونشكر الله عليها و لا نكن من الغافلين بها وسنبقى مقصرين مهما شكرنا ...

إقرأ المزيد من تدوينات هِدايَة | Hedaya

تدوينات ذات صلة