ما تخفيه الوجوه يحتاج لتأمل عميق ، علنا نسبر أغواره ..

أحب كثيرا مراقبة الناس وهي تسير في الطرقات ، في المقاهي والمطاعم ، أتأمل وجوههم في محاولة مني لفهم السلوك الإنساني وتخيل صفاتهم وحكاياتهم ، فلكل وجه حكاية جزء منها معلن وجزء منها مخبوء لا أحد يعلم عنه شيئا ، ومهما حاول الإنسان كتمانه يظهر جزء منه على ملامح الوجه بشكل أو بأخر .. في تلك النقطة البعيدة في داخلنا يقبع الكثير من الأمور التي دفناها وأغلقنا أبواب الذاكرة عنها ، لا نقترب منها أبدا . وإذا ما حاول أي جزء منها بالظهور دفناه مرة أخرى ، منها ما يثير الحزن والشجون ومنها ما يثير الغضب وأحيانا الاشمئزاز ، وأصعبها ما يثير اللوم والندم فهذه تكاد تفتك بالإنسان فيقصيها إلى أعمق نقطة في الداخل .

ومهما كان الإنسان متصالحا مع ذاته ومع ذكرياته ينام قرير العين وقد أرضى ربه وضميره ، إلا أن بعض الرواسب تبقى في تلك الحفرة العميقة والتي لا يعلم عنها أحد شيئا ، لذلك تهزنا أحيانا كلمة أو سطر في رواية أو لحن حزين لأنها وبكل بساطة تلامس تلك الحفرة في داخلنا ، علينا أن نرفق ببعضنا البعض فداخل كل إنسان تعرفه أمور تجهلها أنت ولكنها تحفر عميقا في قلبه ، قد تعرف أحدهم ولكنك لا تعرف ما يأكله من الداخل ، فليس كل ما يعرف يقال ، فوراء كل وجه حكاية .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

حبيبتي اسماء يسعد قلبك .. اسعدني مرورك 💜💜

إقرأ المزيد من تدوينات قلمي / عبير الرمحي

تدوينات ذات صلة