المقدمة و الجزء الأول من قصة الصِّبغيّ إكس.

المقدمة:


جينٌ صغير، بلحظة واحدة، وكما يُقال: "الحَظ و الاحتمالات"، وإنما هو ثباتًا تقدير الله - عز وجل -، كُل تلك قد تجعل منك فريسة و ضحية للشكوك والظنون ولربما تُصبح عارًا أو فضيحة، ومن يعلم متى تؤكل كَتفك؟ ومتى تُطعن من ذات الحضن الذي آواك؟ عادةً إن الأحداث غذاء القِصص ولكنّ قِصتنا تمتلك من الاحداث ما قد يُكتب بآلاف الصفحات وما قد يُسطّر عبر آلاف السنين فلابد أن نتعمق بالأفكار خلف الأحداث و بالعقول خلف الأفعال حتى نصل الى عمق الحكاية.


الجزء الأول (الجَذر):


كأي نهرٍ عظيم بدأ من قطرات المطر عبر آلاف السنين ثم إتخذ البحار مَصدرًا حتى إجتاح وأخذ مساره عبر جغرافيّة الصخور و بدأ بِسلب الصخور أشكالها الطبيعية، يدوّرها كما أراد، فآلاف السنين ومياه النهر تصتدُم بجُل صخرةٍ و تنزع منها هويتها و تجعلُها مُجرد بقايا لأفواج الأمطار المتتابعة بلا أي معنى ولا أي ذنب، حتى مع مرور الفصول و إنعدام التغيير تُصبح جميع صخورِ النهرِ متشابهة و مدورة كما أراد النهر أن تكون، او لربما كما أرادت مياه الأمطار أن تفعل.


رغم حركة الأنهار المستمرة تبقى صخوره ثابتةً تنتظر الشموس لكي تزيحُ عنها قوة الماء و تُخلّصها من عنائها الأبدي، لأن الشمس حتى في أساسها تَحِنُّ لأصلها الصخريّ و أساسها الرئيس رغم تغيره من شدة الإحتراق، فهي لا تزال تؤمن بحق تحديد المصير وأن الأساس مهما أختلف فهو واحد.

كبداية النهر تبدأ قصتنا من آلاف السنين، منذ أن كان المخاض علامة شؤم ونذير و سوء، منذ أن كان حصولك على جين معين يجعل منك أداة للعمل و الخدمة وحتى أداة للجنس و المتعة، و تتابعت قطرات الماء حتى اصبحت تُدفن منذ ولادتها ثم تسبى و تُحبس و تقتل بلا أي معنى لبداية هذا النهر الشاسع ولا اي مبرر لسلب معاني الحياة من غير شريعة ولا مبدأ.


فأنا بإسم الأعراف و العادات قد وضعت في كلِّ جيوب الخوف وتُركت في جُحور المجتمع وكأنني ولدت من العار، ويدور في رأسي السؤال الأزليّ:"هل إرتكبت ما يستدعي أن أُقتل؟"، هل جميع نساء العالم قد ارتكبن ذات الخطأ لكي نُعدم في مجتمعنا؟

أعود أدراجي لكي أروي لكم عني، و أستجمع نفسي في كل زاوية من مجتمعي و من كل قصة حدثت لكي أُفنِّد لكم معاناتي على أمل تغيير ماقد مضى و إثبات الأُسس للأجيال و تفتيت جدران الظلم التي بُنيت فوق حقوقٍ تآكلت عبر تاريخنا.


قصص أنس

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات قصص أنس

تدوينات ذات صلة