منذ طفولتي، وأنا مصابة بلعنة الفقد، فكلما أحببت شيئًا ذهب بعيدًا عني


منذ طفولتي، وأنا مصابة بلعنة الفقد، فكلما أحببت شيئًا ذهب بعيدًا عني، بدأت اللعنة عندما كنت أحب أحد الجيران، وفور ملاحظته لي، وإبدائه إعجابه بي، ذهب بعيدًا وهاجر البلاد ولم أراه منذ ذلك الوقت.


لقد كان حب مراهقة عذب ونقي، لكنه لم يكتمل، وكانت دائمًا هناك تلك الفتاه التي تأتي من أخر البلاد وتبدي إعجابها به فيختارها هي عني، ببساطة لأنها تمنحه الاهتمام الذي يبحث عنه، بينما أنا، فلا أمنحه سوى بعض النظرات الجافة، لكن بداخلي أشعر وكأنه ملكي أنا فقط.


رأيتهم أمامي يتبادلان الجوابات، وأنا أقف في مكاني لا أعلم لماذا اختارها وفضلها عني، بعد ذلك، علمت إنهم على علاقة ببعضهم البعض ويذهبون إلى نفس البلد في الخارج، فقد كانت الظروف ضدي دائمًا، ومفتوحة أمام أي فتاة أخرى تُحب من أحب.


مع مرور الوقت، رأيت شخص أخر ذو شخصية جذابة ومظهر رائع لم أرى في جماله حتى وقتنا الحالي، لكن سرعان ما فقدته هو الأخر، لم يكن الإعجاب متبادلًا أو ظاهرًا في البداية، ولكن كلما كنت أنظر إليه أو يجمعني به أي مكان، كنت أشعر وكأن قلبي سيخرج من صدري.


تحدثنا طويلًا وأبدى كل منا اهتمامه بالأخر، ولكنني لم أكن الفائزة في النهاية أيضًا، بل تلك الفتاة التي تعرف عليها مؤخرًا ومنحته ما يريده وجعلته يتخلى عني وعن كل من حوله ليكون لها بمفردها.


خرجت من حياته قبل أن أدخلها حتى، لم يكن لي وجود فيها من الأساس، ولكنني تمنيت أن أكون حتى جزءً جميلًا منها، مع الأسف لم يتحقق ذلك أيضًا، وبقي حلمي في المنتصف غير مكتمل، لكن مشاعري معه ظلت عالقة في قلبي لفترة طويلة حتى بعد رؤيتي له وهو يرتدي بدلة العرس.


تمر السنوات، وأجد نفسي عالقة في عالم لم اختاره، فقدت فيه أمالًا كثيرة، وكانت اللحظة الأكثر وجعًا خلالها عندما شعرت بالإعجاب تجاه أحد الجيران الجدد مرة أخرى، لقد تمنيت دومًا أن يكون نصيبي من أحد الجيران حتى أعيش حلم طفولتي الذي لم يكتمل.


شاهدته وتحدثت معه مرتين فقط، وتفاجأت بعد ذلك إنه سيغادر العقار بالكامل وسينقل حياته هو وأسرته إلى مكان بعيد عني، بعد ذلك وصلت لي أخبارًا تفيد إنه وجد حب حياته وسيتزوج قريبًا تلك الفتاة المحظوظة التي وجدته وأحبته سريعًا، وأصبح ملكها للأبد.


في هذه اللحظة تأكدت إنني مصابة بلعنة الفقد ولن أجد بعد الآن الحلم الذي تمنيت الوصول إليه يومًا ما، وظننت وقتها إنني لم استحق السعادة وأن أي فتاة أخرى سيكون لها نصيبًا من حلمي، بينما سأظل أنا كما أنا.....



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات الشيماء صلاح

تدوينات ذات صلة