انواع المواثيق .. ومنها ميثاق الصداقة.. الصداقة الحقيقية أن تستحقني

علاقاتنا تبنى على "ميثاق" ، فما هو الميثاق؟

يقول الله تعالى في محكم كتابه : "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا" (الأعراف:172). تجسد هذه الآية الكريمة الميثاق الذي أخذه الله على عباده بأن يشهدوا له بالوحدانية.


أما عن الميثاق لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتجسد في قول الله جل جلاله: "قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ" (النور: 54) وهنا الميثاق بالطاعة والامتثال لكل ما جاء في سنة النبي الكريم.


لكل علاقة ميثاق، فللعائلة ميثاق الرعاية والحماية والسند، وفي الزواج ميثاق العشرة الحسنة والاحترام والتقدير، وفي العمل ميثاق الأمانة ومحاسبة النفس وتقديم الخير ... لا يمكن أن تختلف المواثيق من شخص لآخر حيث لا عائلة بدون رعاية ولا زواج بدون عشرة ولا عمل بدون أمانة، مهما اختلفت أعراقنا وألواننا ودياناتنا ومعتقداتنا.


أما عن ميثاق الصداقة فهو لا يقل عنهم بأهمية .. وهو الميثاق الذي يبنى على شكل شخصي؛ أي وفقاً للاحتياج الخاص لكل منا.

ولكن، ما هو المتوقع من ميثاق الصداقة؟؟

أن يكون لحب الخير ومساندة الآخر، والاستمتاع بلحظات السعادة، و المواساه في لحظات الحزن .. التسامح والتفاهم والتقبل والانسجام والتوافق .. كلها مجتمعة تعني ميثاق الصداقة.


قد يكون من الغريب جداً أن نشعر بفراغ الصداقة مع كثرة الأصدقاء.. أنه لشعور مؤلم عندما نقف.. نلتفت .. نبحث .. ونستنجي صديق.


الصداقة الحقيقية أن تكون معي قبل أن أكون لنفسي.. أن تهزم تقهر تعتصر لوجعي .. أن تناجي تدعو تبتهل لحفظي .. أن تتقبلني ليس كما أنا بل تتقبلني لتخرج الافضل مني وتمحو الأسوء عني .. الصداقة أن تهتم لوجعي .. أن تبحث عني .. أن تفتقد غيابي .. أن تخاف هم يصيبني.. أو وجع يلم بي .. أو فقد يسكتني .. أو دمعة حزن تحرقني .. الصداقة أن تضحك لتضحِكنَي.. أن تسعد لنجاحي .. أن أجدك مكملا لفرحتي ..


الصداقة الحقة هي أن تستحقني ..

الدر الكامن - رانية كليب


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف خواطر

تدوينات ذات صلة