الصديق الحقيقي هو الذى سيبرق نجمه فى عتمة سمائك ليكن لك شمسا وظلا ظليلا.
فى الصداقة:
علمتنى المِحَنْ أن من يحبك حقا
لن يرهقك بكثرة الأسئلة والتفكير،
لن تحتاج الى كثرة الشرح له والتبرير،
لن يتركك أبدا مهما بدر منك،
سيشد عضده بي ويقول لى :
"انى انا أخوك فلا تبتئس ".
سيلتمس أعذارا وإن لم يجد يقول: "لعل له عذرا لا أعلمه"، سيعفو ويصفح عما بدرمنى، وإن عاتبنى فما أجمل عتاب المحبين وإن قصر.
كلامه أفعال، وأخلاقه كالرجال،
وفى الشدائد هو خير ناصح ومعين،
هو الملاذ والملجأ والراحة والبلسم،
هو الهواء البارد فى يوم شديد الحرارة،
والدفئ والأمان فى يوم شديد البرودة،
هو كهف الضعيف حين يعصف به القوى،والحانى على المظلوم حين يقهره ظالم ،هو من يتمثل فيه كل المعانى للأخوة الصادقة النقية التى نسمع عنها ونستشعرها حين قالها الصديق لصاحبه "الصحبة يارسول الله"، هو من سيمسح عنك دموعك ويخفف آلامك ويقول لك "لاتحزن إن الله معنا".
هو الذى ستشدد به أزرك وتشركه فى أمرك، هو ولا أحد سواه، منة وعطية من الله يختص به من يشاء من عباده وحباه، فما أجمل أن يكن لك أخا وصديقا كشمس ينير سماء دنياك.
طلب العون:
علمتنى المحن أن من استعان بغير الله ذل، وأنه قد تغلق كل الأبواب فى وجهك ولا يغلق باب الكريم ،فقط لتتوجه له وحده.علمتنى التوكل والأخذ بالأسباب وكأنها كل شئ ثم ترك الأسباب والتوكل على الله كأن الأسباب لم تكن بشئ .
وعلمتنى أن أقبل يد من تحملنى بكل انفعالاتى وغضبى وأخلاقى ولم يبتعد أو يبرر أو يقسو علىّ ويزيد آلامى فى محنتى، بل صبر وانتظر وإن ابتعد فبالدعاء يقترب، ولم يمل أو ينفر، بل تعهدنى وانتظر، لله درك أيتها المحن،ولله دره من صبر.
الإستعصام :
علمتنى المحن: أن اعتصم بحبل الله المتين، وأذكر الله فى قلبي إن عجز لسانى حتى وإن كانت روحى تخرج من جسدى وأن الله ناصر عباده المستضعفين وجابر قلوب المنكسرين، وأنه الكريم الذي يعطى بلا مقابل ،هذا فقط إن صدقت العزم لوجدت السبيل.
فى العلاقات:
ومما لاشك فيه أن التعاملات عن قرب تظهر العيوب والطباع امام الآخرين مما يجعل البعض لا يتحمل أو يصاب بالملل مهما كانت درجة الحب لهذا الشخص، وهنا يكون الاختبار الأقوى لكل الوعود والاماني والأحلام .
عندما تتجزأ العلاقات فنأخذ منها ما يريحنا ونترك ما يتعبنا فتصبح علاقات مفككة، أسهل ما فيها هو أصعبها، وهو الفراق أو الجروح المتتابعة، لذلك كلما كان التعامل في مساحة محددة دون التكشف الزائد للنفس وسبر أغوارها، نكون أشخاص مثلما القمر في السماء لا تجد فيه عيبا، وكلما اقتربنا نجدنا في محيط القمر نفسه حيث الحفر والنتوءات وصعوبة المشي والتعثر، ربما يختلف معي الكثير في هذا الرأي ولكن هناك استثناءات لكل رأي ووجهة نظر، فهناك من يكمل الطريق لأسباب يصعب حصرها لأننا بشر ومقياس المشاعر محكوم بالقلب، والروح والعقل،ولكن علي سبيل المثال هناك من يتأقلم سريعا، وهناك من تعود الصبر علي ذلك، وهناك من طبعه الوفاء فلا يريد فراقا،وهناك من يغلبه قلبه ويستمع لنداءه دوما حتي وإن أكمل الطريق وهو ينزف وحده.
في الأخير ..هل نستطيع أن نتعامل بأرواحنا وأحاسيسنا فقط دون أن ندرك أننا في واقع دنيا تأبي أن تعطينا السعادة دائما.
فربما تنغص علينا أحيانا وتتعبنا أحايين أكثر.. لأنها ليست الجنة!!
وإلا فما فائدة وجود الجنة في الآخرة إذا كانت الدنيا هي جنتنا في الأرض!
اللهم لا تفجع قلوبنا فيمن نحب، واجعل يارب حبنا لخلقك مرضاة لك وفيك وابتغاء لجنتك ومثوبتك،
اللهم اجمعنا بمن نحب في الجنة اخوانا علي سرر متقابلين.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات