للقوة وجود في كل انسان ولكن بأشكال مختلفة؛ لأن ذواتنا مختلفة.
بدأت صباحي بالأمس بتساؤلات حول القوة:
ما هي القوة! وما معيارها! وهل تختلف صورها باختلاف الظروف! ومع تغير الزمن!
وحاولت جاهدة أن أبحث عن الإجابات بالشكل العلمي وكذلك في نفسي وفي طيات المواقف.
على الرغم من أن "القوة" كلمة تتكون من ثلاثة أحرف إلا أننا لا نستطيع حصرها في تعريف واحد أو جانب محدد، فهي كما البحر، تعريف واحد كالقطرة فيها وجانب محدد كالجهة الواحدة من الشاطئ.
فهناك القوة في الفيزياء والكيمياء، والقوة في السياسة والشرع، والقوة في الطب وعلم النفس ...إلخ
وبناء على ما سبق فليس للقوة معيار محدد، وليس لها صورة محددة ثابتة فهي قد تستخدم للأشياء وللأشخاص وبالتالي فهي تختلف باختلافهم.
ولكن في مقالي هذا أود أن أتحدث عن القوة كشخص عادي على أرض الواقع.
القوة من منظوري: "أمرٌ يتقنه المرء -سواء أكان خُلق أو مهارة أو هواية ..."
وكما أن القوة اختلفت في المصطلحات العلمية والمفاهيم النفسية فمن البديهي أن يختلف شكل وجودها في الآخرين أيضًا.
في حياتنا اليومية نمر بمواقف عديدة مع الآخرين سواء أكانوا من العائلة أو الأصدقاء أو زملاء العمل ...
مما يدفعنا أحيانًا -عندما تختلف مفاهيم القوة لدينا في أحد المواقف- أن نحكم على أحدهم بالضعف!
والضعف عكس القوة! وهذا يعني أننا وحدنا مفهومٌ للقوة في عقلنا وأصبحنا نقيس به الآخرين! وهذا مما ينافي المنطق.
وللأسف هذا ما يحصل اليوم في المجتمع، كُلا قد وضع صورة للقوة في عقله بما يوافق هواه ويقيس به الآخرين حتى يطلق الأحكام.
لكن الحقيقة أننا جميعًا أقوياء ...
فأحدنا قويٌ في إرادته والآخر قويٌ في عطاءه والثالث قوي الكلمة (كلمة الحق في كل حين) والأخرى قويةٌ في صبرها وتحملها والثانية قوية النفس (تتحكم بهواها فلا تؤتيها ما تشاء) ... إلخ.
دائمًا ضع نفسك مكان الشخص الآخر قبل أن تصدر حكمًا عليه بالضعف أو القوة .. اسأل نفسك هل إن كنت مكانه ستطيق هذا الأمر! إن كان الجواب "لا" فهذه قوة في ذلك الشخص لكن ليس فيك، فقوتك مختلفة لأن مصدرها مختلف.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
قناعة جداً جميله♥️ ابهرتيني
جميل اتفق معك 💓