تتضمن التدوينة كلماتٍ تحمل في طياتها نفحات من عبق الصداقة، وكيف يجب أن تكون الصداقة صُحبةً في الله.

يقول كارلوس زافون في روايته ( ظل الريح ): " ترعرعتُ بين الكُتب، متخذا لي منها أصدقاء غير مرئيين بين ثنايا الصفحاتِ التي كانت تتساقط كذرات الغبار، ولا تزال رائحتها إلى اليوم عالقة بيدي"، لعلّ عبارته تتساقط كذرات الغبار تحيل على اللحظات التي يهبُّ فيها الأصدقاء نحو المغادرة، او تأخذهم الظروف بعيدا دون عودة، ولكن آثارهم ما تزال عالقة في صفحات الأيام، ولا يرحلون عن الذاكرة رغم كونهم قد ابتعدوا وانسلُّوا من أيادي الزمن الذي كان يجمعنا بهم ذات يوم، او ذات ساعة من نهار دافئ مكتظٍّ بمشاعرَ كثيفةٍ تُخالج الذاكرة والقلب.

إن الحبّ في الله هو المقَوِّم الأول لأواصر الصداقة، حبٌّ لا يشوبه استغلال ولا مصلحة، بل حبٌّ محض خالٍ من أي نُدَب تأخذ به إلى مجاهِلِ النفاق.

وإن الكُتب خيرُ الصِّحابِ في هذا الزمن، تنفعنا ولا تضر، تأخذنا إلى عوالمَ متنوعة نخرج فيها من دائرة الوجود إلى التخييل، الوجه الآخرُ للأحلام، وننعم فيها براحةِ تشبهُ النوم فوق الغيوم.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

أبدعتي عزيزتي بالتوفيق ان شاء الله ومزيدا من التألق والابداع

إقرأ المزيد من تدوينات سلسبيل بنعلوش

تدوينات ذات صلة