تقف أمام مرآتك كل يوم، لكن هل لها أن تريك صورتك الداخلية؟! ماذا لو قلت لك أن هناك مرآه تعكس ما بداخلك وتستطيع من خلالها أن ترى نفسك من الداخل؟!


مرآتي أنتم ...؟!


لقد كَبرت منذ أن توقفت عن النظر للآخرين "كأشخاص" وبدأت بالنظر إليهم ولكل شيء كتجارب ودروس


ومن عدستي أقول: انه من أنجح الأمور التي تساعدنا في تنمية وتطوير ذاتنا؛ هي التمعن في كل ما لا نحبه من حولنا، ففي الغالب هي أمور قابعة داخلنا ونرفضها تكشف عن نفسها لنا وأمامنا في كل جانب من جوانب حياتنا شئنا أم أبينا في محيطنا.


مرآتي أنتم؛ من أنتم؟!

أنتم كل شخص، وكل موقف، وكل درس، وكل حكم يصدر منك بحقي وكل حكم يصدر مني بحقك، أنتم كل شيء ارفضه ولا أتقبله، وكل سلوك يزعجني ويربكني، أنتم مرآتي الصادقة الحقيقية التي من خلالها أرى عالمي الداخلي، أرى نقاط ضعفي، وقوتي، أنتم بكل ما تسببتم لي من أوجاع وآلام،

أنتم شفائي!.

فقد تظهر "أنتم" متمثلة في شخص من أفراد عائلتك، متمثلة في أشخاص تحبهم، أوفي أحداث أو ظروف. رفضك وعدم تقبلك لما قد يصدر منهم، ولما يدور من حولك إذا دل على شيء؛ فهو يدل على أنك لا تتقبل نفسك، وغير معترف بالعيوب التي بداخلك، وكأن أنتم رسالة لك ومرآه لهذه العيوب. وهذا لا يعني بالضرورة أن جل ما يظهر أمامك متمثل بالعيوب والمشاكل فقط، قد تكون أشياء جميلة تلفت انتباهك لها، فعليك بالمحافظة عليها وتطويرها.


والآن هل أدركتم من أنتم؟ أنتم هي أنا.أنا التي لا اعرفها وأرفضها والتي تكشف عن نفسها في كل مره أواجه فيها أحد من عائلة أنتم، فأنا أراني فيكم أتعرف في كل مره وفي كل صفعه على جانب من جوانب نفسي المظلمة، أتعرف على ما ارفضه، أتعرف على جذور مشاكلي، أتعرف على كل شيء أقاومه من خلالكم. أنتم مرآتي التي لا تكذب في إظهاري كما أنا بكل ما في من إيجابيات وسلبيات، أنتم مرآتي التي ستبقى أمامي وتعكس أجمل وأسواء ما بداخلي من صفات.

لا لكي أتعذب وأتألم لا؟؛ إنما لكي أراني، لكي أواجه نفسي، لكي اختار إما إصلاح تلك العيوب أو تقبلها كما هي ،والقصد هنا هو الاعتراف بوجودها وعدم مقاومتها وأنكارها والهروب منها. التي قد تكون ملأتني وملأتك، ويصعب علينا الاعتراف بها أمام أنفسنا. ولكي نحافظ على ما يظهر أمامنا من جمال يعكس لنا الجمال المتواجد داخلنا.


لذلك أقول: لا تختار ضفة النهر الأخرى "لأنتم"؛ لأنك ستكون وبجداره ضد نفسك، لتكن "أنتم" مرآه لك، وسبب في إصلاح عيوبك أو تقبلها بدلاً من أن تصارعها وتصارع الأحداث من حولك، وتصارع أقرب الأشخاص لك، فهم مرآه لما في داخلك.


أرى نفسي في كل شيء من حولي، أنا ومرآتي في هذا الوجود ليس أحد سوانا.


أنا ومن أمامي مرآتي تلازمني في كل خطوة أخطوها


"مرآتي أنتم".



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات زينه أبو خضره "محفزه"

تدوينات ذات صلة