هل نعيش بإدراك أن كل شيء يحدث لنا وليس علينا ؟! وأن كل شيء حدث ويحدث وسيحدث لسبب واحد؛ وهو لكي نتطور ونرتقي لمستوى حياة أكثر تناغماً وانسجاماً.
متى يكون قرار التغيّر مثمر صادق وحقيقي ...؟!
عندما يكون نتيجة ...يكون حقيقي ..
عندما يكون من داخلنا ...يكون صادق ..
عندما يكون درس... يكون مثمر..
إنّ طبيعة إدراكنا، والزاوية التي ننظر منها للأمور التي تحدث في حياتنا، تحدد طبيعة وجودة القرارات التي نقدم على اتخاذها في جوانب حياتنا المختلفة، مما ينعكس على جودة حياتنا؛ والتي من الممكن أن تكون حقيقية ومثمرة في جوانب، وغير مثمرة وغير حقيقية في جوانب أخرى، كل ذلك يعتمد على مستوى وعينا بما يحدث حولنا والأمور المدركة من المواقف التي نتعرض لها والتي يعقبها قرارات مهمة.
السؤال الأهم:
هل نعيش بإدراك أن كل شيء يحدث لنا وليس علينا ؟! وأن كل شيء حدث ويحدث وسيحدث لسبب واحد؛ وهو لكي نتطور، ونرتقي لمستوى حياة أكثر تناغماً وانسجاماً مع أنفسنا ومع كل ما يدو حولنا.
إن اختبارنا للفشل، التحديات التي نواجهها، المحن التي نمُر بها، خيبات الأمل، اختبارنا للنجاح، جرح الأشخاص وخذلانهم لنا، الظروف القاهرة، محاربة الأخرين لنا، مواقف الصعود والهبوط، مشاعر الحزن والأسى، حالات الاكتئاب التي نمر بها، الفقد، الاختلاف والاتفاق، جرحنا للآخرين، المرض، المطبات، السقوط والنهوض، نتائج تعاملاتنا مع الآخرين.
جميعها تتكلم بلغة واحده وتقول: لا ندم في الحياة فقط تَعلم الدروس..
. . .
نحن ممتنين لوجودها ولكونها جزء من تكوين شخصياتنا وحياتنا..
جميع هذه الأمور أثمرت عن نتائج لامستنا واختبرنا نتائجها داخلنا، هذه النتائج وجميع هذه التجارب سوف تكون بمثابة المعلم الذي يعطينا الدروس، كما أنها ستكون بمثابة الدليل والبرهان ولا سيما الوحيد -من وجهة نظري الشخصية -الذي سيقنعنا ويدفعنا للتغيير الجذري النابع من داخلنا؛ لأن كل شيء ترك نتيجة لامستنا وأثرت بنا سواء بالسلب أم بالإيجاب ستكون بمثابة التفسير المنطقي للعقل البشري لقرار التغيير الذي سنُقدم عليه بمختلف جوانب حياتنا.
لذلك التغيير هنا سيكون حقيقي صادق ونابع من داخلنا، وسوف يكون مثمر ويعود علينا وعلى حياتنا بالنفع الأكيد والمضمون؛ لأنك أنت الذي اخترت التغيير، وأنت الذي اتخذت قرار التغيير ولم يملي عليك أحد من الخارج بهذا التغيير، فقد كان هذا التغيير نتيجة للدروس التي تعلمتها من الحياة ولامستك من الداخل، نتج عنها تغيير حقيقي صادق وبالتالي مثمر بحياتك وشخصيتك بإذن الله، طالت فترة قطف ثمار هذا التغيير أم قصرت.
هذه المطبات، والتحديات، والصعوبات...إلخ، تجعلك تعيد صياغة مفهومك عن ذاتك، تقترب من ذاتك أكثر وتفهمها أكثر، ففي كل مطب تتعرض له في حياتك أنت تقترب من نفسك أكثر، تقترب من الذي تريده لحياتك ولذاتك، تصبح قرارات التغيير في حياتك أقرب لحقيقتك ولشخصيتك. هنا تكون نتيجة قرار التغيير الذي ستقدم عليه في أي جانب من جوانب حياتك مثمر وعائدة عليك وعلى بناء شخصيتك بالنفع؛ وذلك لأن قرارك بالتغيير كان نتيجة تقربك وفهمك لنفسك، وللتغيرات التي طرأت داخلك بعد تعرضك لهذه المطبات، فجاء هذا القرار لتصبح أكثر انسجاماً مع الحياة، فمع كل تغيير صادق وحقيقي يصبح عالمك الداخلي منسجم ومتناغم مع عالمك الخارجي أكثر، فيكون هذا التغيير سبيل للراحة والسلام والتطور المستمر في جميع جوانب حياتك، والذي سيقودك لتغيير إدراكك ونظرتك للأمور التي تواجهها في حياتك لتصبح أكثر حكمه وبراعه في التعامل معها وقلبها لصالحك.
قف للحظه استحضر في ذهنك قرار تغيير اتخذته في جانب من جوانب حياتك واثمر بنتائج إيجابية على حياتك وعلى شخصيتك، أسأل نفسك هل هذا القرار كان نتيجة لدرس تعلمته أو نتيجة شيء لامسته من مواقف عده، هل كان صادق من داخلك دون تدخل من أي شخص آخر، هل كان حقيقي وليس كذب. عندما تجيب نفسك على هذه الأسئلة فأنت في صدد معرفة متى يكون قرار التغيير مثمر صادق وحقيقي بالنسبة لك أنت.
أعزائي وأصدقائي القراء، ما يتوجب علينا هو أن نكون ممتنين لكل محنه مرت بنا ومزقتنا من الداخل، لكل الأشخاص الذين تكلموا عنا في ظهورنا، لكل شعور مررنا به وترك أثره داخلنا، فلنشكر ولنمتن لكونها جزء من حياتنا وجزء من تكوين شخصياتنا ليكون هذا وعينا الجديد وطريقة إدراكنا لما يدور حولنا.
فجميع ما تمر به من تحديات وصعوبات سواء أكانت على هيئة (أشخاص، مواقف، مشاعر) هي بمثابة نشاطات في حياتك، تعلم منها وخليك أروع في حياتك، أجعلها دافع للتغيير المثمر، عش بتعلم، بكفاح وتطور مستمر، عش حياتك من هذا المنظور، أجعل حياتك رائعة.
كل المحبة ... زينه أبوخضره
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات