جميعنا لا نحب لحظات الرحيل، لكن هل من الممكن أن نختار طريقة رحيلنا هل من الممكن أن نحب لحظات الرحيل؟! في هذا العام نحن من سيختار شكل رحيلنا!.
رحيل...؟!
في صدد الرحيل، نحن دوماً.
في كل عام وفي كل شهر وفي كل يوم وفي كل ثانية نحن في رحيل؛ رحيل لحظه، رحيل أشخاص، رحيل شعور، رحيل مكان وزمان، رحيل لأنفسنا؟! نعم؛ فعندما تنتقل بك اللحظة للحظه التي تليها فأنت في صدد الرحيل؛ ترحل لمكان ولزمان آخر، ترحل لشخص آخر، تغدو شخصاً يختلف تماما عما كنت عليه باللحظة الماضية التي انتهت وأغلقت للأبد، نعم وهكذا هي الحياة.
والآن حان وقت الرحيل الأعظم ؟!
رحيل عام رحيل حياة بكل ما فيها من توقعات وخيبات، رحيل أهداف تحققت وأخرى باءت بالفشل، رحيل نجاحات، رحيل معتقدات، رحيل علاقات وأشخاص، رحيل ماضي بكل فيه من أحداث ومشاعر وأحكام. رحيلك أنت بنسختك لعام 2021
رحيل بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
الرحيل يعني: نهاية وبداية، الرحيل يعني وعي قديم ووعي جديد، الرحيل يعني ماضٍ ومستقبل، الرحيل يعني أمس وغداً، الرحيل يعني قديم وجديد، الرحيل يعني المغادر والقادم، الرحيل يعني باب أُغلق وآخر فُتح، الرحيل يعني موت وحياة، الرحيل يعني الانتقال، الرحيل يعني الولادة.
"تعددت الأسباب والرحيل واحد ألا وهو النهاية والبداية"
والآن لنستعين بأحد أقوى مسخرات الله لنا ألا وهي "الخيال"؛ لكي يترسخ لدينا الرحيل بمفهومه العميق، ومفهوم الرحيل الذي أريد أن أوصله لك من خلال صياغتي لهذه الحروف والكلمات المسخرة لي من الله تعالى بهذه اللحظة.
سأطلب من كل شخص حاضر الآن بين هذه الحروف، أن يستمع لأكثر مقطع موسيقي هادئ يدخله في حالة الاسترخاء والهدوء لمدة دقيقة واحده، إلى أن تشعر بالاسترخاء والهدوء الداخلي التام مع التنفس الهادئ والعميق، والآن استشعر وجود الله ونوره يملئك بالكامل ويحيط بك، استحضر في خيالك أكثر مكان تحب نفسك وأنت موجود فيه، هذا المكان يشعرك بالنقاء الداخلي والصفاء الذهني، هذا المكان يشعرك بالأمان والسلام، والاطمئنان، يشعرك بالوسع. لتكن مواصفات هذا المكان الاتساع، الهدوء، الإشعاع والسطوع بالأنوار الحقيقية كنور شمس الشتاء، فيه انفتاح، كل خطوه في هذا المكان فيها انشراح للصدر واتساع. شاهد نفسك وأنت تسير بكل يسر في هذا المكان المتسع المشع، حاضر هنا والآن، تنظر خلفك لترى بوابه بعيده على وشك الانغلاق، ينخفض سطوع نورها، وتبدأ هذه البوابة بالتلاشي بكل خطوه تتقدم فيها للأمام، هذه البوابة هي عام 2021 بدأت بالانغلاق وهذا الانغلاق هو بداية الرحيل لبوابة عام 2021، حامله معها كل الأحداث، والتفاصيل، والأشياء التي حدثت في هذا العام بلا استثناء، بما فيها أنت، أنت بنسختك لعام 2021. تتابع السير والتقدم بخطوات بداية النهاية بكل هدوووء واطمئنان وتسمع صوت داخلي يقول لك: كل الأشياء التي حدثت داخل تلك البوابة 2021 حدثت وتمت بالعناية الإلهية، حدثت بالماضي وانتهت للأبد لم يعد لها وجود بحياتك الحالية والقادمة. وما هي إلا خطوات قليلة للأمام لتتفاجئي ببوابة أعظم بوابة كبييييرة جدا يكتب عليها 2022، لتعاود بنظرك للخلف مرة أخرى إذ ببوابة 2021 قد أغلقت بالكامل، ليتأكد لديك شعور أن كل شيء خلفك أصبح ماضياً وانتهى للأبد، كل ما عليك هو ألا تُصدر حكماً على أي شيء حدث داخل بوابة 2021، هذا صحيح هذا خاطئ، هذا يجوز وهذا لا يجوز، بلا استنتاجات، بلا رفض ومقاومه لأي شيء، عام 2021 هي بوابة أغلقت واختفى مفتاح هذه البوابة من حياتك بلا عوده إلى الأبد.
الآن تقف أمام بوابة 2022 بكل ارتياح بلا يأس وحزن على ماضي، إنسان جديد نقي كطفل حديث الولادة مقبل على الحياة بقلب سليم خالي من أي أحكام على هذه البوابة 2022 وما يختبأ لنا خلفها، خالي من أي إسقاطات من عامك الماضي، فقط أنت منفتح ومستعد لكل عطايا الله لك خلف هذه البوابة 2022. كل شخص سوف يرى هذه البوابة 2022، يكتب عليها أكثر آية قرآنيه وقعت في قلبه، أكثر أية قرانية يرددها، عند قراءتك لهذه الآية بصوت مسموع بالنسبة لك تفتح هذه البوابة 2022.
والآن فُتحت بوابة عام 2022 وكل ما تراه هو النور الساطع الذي يبعث الأمان والأمل والحياة والبشرى بأن القادم خير .فُتحت 2022 وأنت مؤمن يقيناً أن الله معك أين ما ذهبت، وفي أي طريق سوف تسلكه، أنت مؤمن أن الله سيرسل لك جنوده في كل لحظه ليهديك للطريق الصواب في كل شيء سوف تقابله.
افتح عينيك وتوكل على الله واستعد لهذه البوابة التي سوف تفتح قريباً عام 2022 بإذن الله، اترك كل شيء من العام الماضي للماضي ولا تدخله معك، أقبل على عامك الجديد بحله جديدة، بلا أحكامك السابقة، بلا تحليلاتك وتفسيراتك، أقبل بقلب سليم خالي من كل الأحكام والتوقعات.
"وداعاً لكل حلمٍ قديم، ومرحباً بما يريده الله لنا"
أتمنى لكم نهاية سعيدة لبداية أسعد، وكل عام أنتم بألف خير.
" زينه أبوخضره"
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات