علاقات المجتمع في مصر وتحرر الافكار وفهم الناس الخاطيء نحو الديمقراطية
تقترب من المنضدة التي يجلس عليها ذلك الشاب النحيف ,يبدو عليه شدة التركيز والإمعان في إحدي الكتب وبجانبه مجموعة من الأوراق .. ممسكا القلم بيده اليسري ,يكتب كل ملاحظاته التي إقتنصها من كتابه المستعير .
تدنو منه بخفة وحركة هو بالكاد لم يتوقعها حتي توقف عن القراءة ونظر لها متعجبا
(بصوت خافت تقول) : أنا ساعات بحس إنك ذكي أوي.. ياإما محظوظ أوي
(مازال صامتا مالدهشة لم تتحرك شفتيه حتي للكلام ..فقط مفتوحتان ليبدو عليه كما يقولون طور لاهي ف برسيمه)
وتتابع هي حديثها : ايوا ..متستغربش , ودا مش رأيي لوحدي دا رأي معظم الناس .
- هو أنا عملت إيه .. عشان أستحق إهتمام حضرتك ولا إهتمام الناس يعني؟!
(تجلس علي المقعد بجانبه لتكمل بحماس ) : مش حكاية عملت إيه .. الطريقة بس اللي عجباني وف نفس الوقت مستغرباك و...
(يقاطعها) : أعتقد اللي ف عينيكي دا مش إعجاب .. انا قاري فضول مش أكتر(يبتسم لها) بس الداخلة إن جيتي للحق عجبتني . (تتجه أنظاره نحو الكتاب مجددا)
وتتابع الحديث معه بغضب وبصوت يبدو عليه الحدة
: أنا مش بنت قليلة الأدب عشان أعمل كدا ولا دي إخلاقي عشان تبقي فاهم بس .. ولا أنا زي نوع البنات المايصة اللي إنت تعرفهم وبتقعد وبتضحك وتهزر معاهم
- ياستي أنا أسف مقصدش والله .. بس معلش بس إنتي متابعاني ولا حاجة؟!
- تقصد يعني لما قولت إني مش زي البنات اللي بتقعد معاها
- أهاااا
- يابيه إنت بالنسبة لدفعتنا وخصوصا البنات الملتزمة .. (صلاح فؤاد) بتاع الفنكوش .. فاكرينك بقي مقضيها ومخدرات وسهرات وقرف .. سمعتك زي الزفت , مبتاخدش بالك ولا إيه ؟! .. فوق يا أستاذ
- يانهااار أسود .. (ساخرا) أومال إيه دا إنطباع الناس ومش عارف إيه وبيقولوا كلام حلو عليك .. وبعدين أصلا بيتقال عني كلام زي الزفت وشايفاني كدا داخلة تكلميني بكل جراءة مش خايفة مني ومش خايفة من كلامهم ؟!
- أخااااااف ؟! , إنت شكلك متعرفنيش (بعصبية وتضرب بيدها علي المنضدة ) ايوا شكلك متعرفنيش
- (مفزوعا) طب أنا قولت حاجة ؟! .. منا فعلا معرفكيش
- أولا إحنا ف مكتبة إسكندرية يعني قاعدة معاك ف مكان عام.. ولو حصل حاجة كدا ولا كدا وضايقتني هيبقي يومك أسود .. ولو فلت منهم مش هتفلت مني أساسا
- يا ساتر يااااارب .. دانا بتعاقب بقي ؟!
- أهو من عمايلك السودا .. تكفر عن ذنوبك شوية
- إنتي عايزة مني إيه ؟!
- أنا جاية بس عشان أتاكد من حاجة
- واللي هي ؟!
- تجاوبني بصراحة ؟!
(ممتعضا) : وربنا هجاوبك بصراحة
- حلو ..إنت مين فيهم ؟!
(تزوغ عيناه نحو المكان ثم ينظر لها مجددا ) : بمعني .. مش فاهمك ؟!
- يعني اللي خلاني جيت وأتكلمت معاك رغم اللي عرفاه عنك وف نفس الوقت أخاف ع سمعتي معاك .. بس أنا حاسة أنك مش كدا أبدا .. انا ف أوقات كتير بشوفك طالع من الجامع بتاع الكلية وأوقات أشوفك واقف مع السلف وشوية الاقيك واقف مع الإخوان .. ومرات أشوفك مع إتحاد الطلبة والجوالة وفريق التمثيل .. والغريب إنك متجاوب معاهم .. وهم كمان متجاوبين معاك جدا ومحدش بيختلف معاك .. رغم طيشك وإستهتارك وشقاوتك , عشان كدا بقول عليك ياإما ذكي اوي ياإما محظوظ
- المسألة لا فيها ذكاء ولا حظ .. هي لسان وخلاص , وإنتي لسة قايلة من شوية رغم طيشي وإستهتاري هم متجاوبين معايا .. لو كانوا ع حق .. كانوا ع الاقل ف أول وتاني مرة يطلبوا مني إني أبطل تلفنة وألتزم شوية.. ولو مبطلتش المفروض ينفروا مني .. بس هم عارفين إني مش هلتزم ورغم كدا هم بيتعاملوا معايا .. عشان شايفني مشاغب متمرد ع أي وضع معارفي كتيييير .. ممكن أقدر أساعدهم , وأي فئة فيهم أصلا عايزين حشد وعدد وخلاص .. عصابة كلهم عصابة
وقت الزنقة كلهم هيختفوا
وميفضلش غير أنا وأنتي وغيرنا اللي ميعرفش يعني إيه سياسة
#2008
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات