من سلسلة قهوات، تغيير مفهوم النقاء بداخلنا بوعي، لكي ترجع لنا نظرتنا الجميلة للنقاء من حولنا.

في يوم كنت على وشك التخلي عن أمل وجود النقاء في العالم ،رفعت شعار، "ما زلت أريد أن أؤمن بوجود النقاء في العالم"، ولكن ماذا بعد؟ رأيت كل ما حولي وما بداخلي يدفعني إلى الاستسلام بعدم وجوده، ولكن هل حقًا لم يكن موجود؟ أم أنني لم أره لأنني أحمل نظرة مختلفة عما يحمله معنى النقاء؟

فقد نظن أن النقاء هو: الخلو التام من الأخطاء، من الشر، ومن الظلام، بياض نقي لا تشوبه شائبه، لم ولن يتلوث. وهذا بالظبط ما يجعلنا نغفل عن رؤية النقاء رغم وجوده، فمفهوم النقاء لنا نحن البشر يختلف!

حسنًا أحضر كوب قهوتك لهذا اليوم ودعنا نفكك الأمر سويًا كما نفعل، هيا بنا.


فبالنسبة إلى مفهومنا السابق، النقاء قد يعني عدم امتلاكنا لمشاعر سيئة أو أفكار سيئة، ولكن،النقاء الحقيقي هو بالرغم من مرور هذه المشاعر والأفكار، إلا أنك لا تجعلها تتحكم بأفعالك أو بنظرتك للحياة،

ماذا إن فعلت شيئًا سيئًا هل هكذا انعدم وجود النقاء داخل قلبك؟ لا بل النقاء هنا اعترافك بالخطأ، وإدراكك أصلا انه خطأ، ومحاولتك تصحيح ما فعلت، وأن وتتعلم كل شيء لكي لا تكرر نفس الخطأ مجددًا.

النقاء ليس بأن نكون ملائكة، لأننا بشر ، بل أن نختار بالرغم من بشريتنا المليئة بالأخطاء، أن نفعل الصواب،

وليس حتى النقاء عدم معرفتنا بوجود الظلام وتعاملنا مع العالم بعدم وجوده، ولكن النقاء أن تختار أن تضيء بالرغم منمعرفتك ورؤيتك لذلك الظلام ، بل وأن تحمل حرجًا منه، ليس فقط ذلك الظلام الذي يحيط بك، بل الذي يقمع في نفسك ،بمعرفتك بكل الشرور والكره، وبالرغم من تلوثك بمعرفته واختباره ، تختار أن لا يشكل هويتك ويسيطر على أفعالك.


فالتعريف الجديد الذي يجب عليك وضعه للنقاء بداخلك ومن حولك: هو تلك القلوب التي بالرغم من أخطائها وتلوثها، إلا انها تعترف وترفض وتقاوم وتعلن حربًا تجاه الظلام، قد تخسر وقد تضعف، ولكنها لا تستلم أبدًا في حربها، وتستعد لكي تتنازل عن أشياء اقل قيمة في طريق نقاء ذلك القلب،فالأبيض هو أسهل وأكثر ما يتلوث ولذلك يكون الجهد مضاعف!


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ولاء صلاح عبد الكريم

تدوينات ذات صلة