إن كنت وضعت في موقف لكي تختار أن تحمل بين لديك زهرة، وبين أن تحمل جمرة تغلي، ماالذي ستختاره؟
أي شخص سيختار الزهرة الجميلة ذات الرائحة العبقة، ماذا لو قلت لك أننا دائمًا ما نختار الجمرة؟!
وكيف نفعل ذلك؟ في حياة كل منا مواقف واختبارات، وهنا تكون مُخير بين التقاط الأفكار التي يريدها الناس والمجتمع، أوانتقاء الأفكار التي يرغب الله أن تُزهر بها حياتك.
لنتحدث الآن عن الرزق كمثال، ما هي الأفكار الشائعة عنه؟ حسنًا ربما لابد من وجود واسطة قوية لكي تعمل، أو عليك أن تُخفض قليلًا من كرامتك وقيمك لكي تحافظ على رزقك مثل حيل الغش او الكذب، أو أن هناك أسباب محددة لضمان الرزق وان لم تكن موجودة فلا رزق لك، وغيرها الكثير من مجموعة الأفكار التي في النهاية ستجعل قلبك خائف، يائس، متوكل على نفسه، وربما يذل نفسه ويحترق بنار تلك الجمرات.
نأتي على الجانب الأخر ،ما الفكرة التي يريدك الله أن تتمسك بها مهما أخذتك العواصف بعيدًا، وجرفتك الأمواج؟
وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ"
ماذا هل هدأ قلبك، حين تذكرت أن رزقك مكتوب من قبل أن تولد، ورزقك لن ياخذه غيرك، ومحال أن يكتبه الله لك بتقليل من الكرامة( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ) والرزق الذي يأتي عن طريق الغش والكذب هو في الحقيقة بلاء عظيم وليس رزق، وأن الأسباب نأخذ بها ولكن لا نعتمد عليها في ضمان الرزق أو حتى انتظاره، فسعينا ليس هو من سيأتي بالرزق، بل الله وحده وقدرته، فلا نتعلق بأسباب. وغيرها من الأفكار التي تجعل قلبك يُزهر بالتوكل، وحسن الظن.
وهكذا في كل موقف من مواقف الحياة ستجد الفكرة الشائعة التي يريد الناس والمجتمع أن تتمسك بها، وتحرق نفسك، ويريد الله لك طريق الراحة النفسية بفكرة تحمل التوكل وحسن الظن، دائمًا إسأل نفسك كيف يريدني الله أن أفكر في مثل هذا الموقف؟ وكيف يكون حال قلبي؟ وحينها ستدرك ماذا عليك فعله لتُزهر.
التعليقات