وُلد فَجرٌ جديد، بعدما كان رحم السجن عقيماً... في سجن جلبوع أشد السجون حراسة، حرر ستة أسرى أنفسهم بحفر نفقٍ بملعقة!

ما أجدر أن يكتب تاريخ فلسطين روايةً عظيمة، كانت أشبه بمسلسلٍ خيالي، كنا سننكر حقيقته لو شاهدناه على التلفاز يوماً، هذه القصة التي أنجبت حرية كانت مستحيلة الولادة، وأين حدثت؟ في أشد السجون تحصيناً كما يصفها الإحتلال!

في سجن جلبوع!

إن شعبنا لا يعرف للمستحيل طريقاً، فكم شقّ الصعاب وتحدى الموت منذ وجوده على هذه الأرض!

شعب لا ييأس، إرادته قوية، يمنح الأمل لقلوبنا التي تعبت من ظلم العدو في أرضنا فلسطين.

تخيلوا بملعقةٍ حرروا أنفسهم من ظلمة السجنِ اللعين؟

هم أثبتوا ل " إسرائيل" أنها مخطئة، وجداً في أن تأخذ الثأر من أهل الأرض وأصحابها، من شبابٍ يملكون إيماناً بقضيتهم وحريتهم.

من شيوخٍ رفضوا الخنوع، وأطفالٍ لم ترض بذلٍ أو ركوع، من نساءٍ ما زالت تطالب بحريةِ فلسطين دون خضوع!

لأجل أسرانا أقول:

هذا هو التأويلُ

جـــــاءت لقلبي ذكريــــــاتٌ تُهرعُ

والنــــــــومُ غادرني وقلبي يُصرعُ

****

وصرخــتُ تؤلمني الحقيـقةُ غَصةً

أنّ اشتيــــــــــاقي للتحررِ فاسمعوا

****

هـــــل يقتلونَ تحررا في مهجـــتي

حريتي في القلبِ كيــــــــف ستُخلعُ؟

****

كم غصةٍ في الصدرِ قد حُبِست بلا

شكوى فكيـــــفَ لغير ربي أخضعُ

****

ألماً على مُقلِ العيـــــــــونِ تكدّسـتْ

من أجــــــــلِ أوطاني عليها الأدمُعُ

****

ولئن زأرتُ طعنـــتُ محتلـّي بسكــْ

كِينٍ شريفٍ خـــــــــابَ منه المَفزَعُ

****

أعوامُنـــــا فَنِيـــَتْ بلا أُنْسٍ وقــــــد

شابَ الشبابُ متى يحيـــــن المرجعُ

****

سأظلُ كالأَسَدِ الهَصــــورِ بعزمــــهِ

مـــــــا عدتُ أبكي ما بكــــائي ينفعُ

****

القيـــــــدُ لم يُجهضْ عزائمَنَــــا ولن

يبقى أسيرُكِ في المهــــــــــالك يقبعُ

****

فالعزُ من شِيَمِ الكــــــــــــــرامِ لآلئٌ

مهلاً نجوما في الليـــــــــــالي تَطلُعُ

****

أأنــــــــــــــــامُ والآلامُ تَلفحُ صابرا

يرقى كلامُ الصابريــــــــــن المُقنِعُ

****

قال الأسيـــــــــــرُ عذابَهُم حطمتُه

للقيد للسـجن البغيــــــــــــضِ أقطِّعُ

****

ونزعتُ من ظهري صموداً خنجرا

روحي ســــــرورٌ واعتزازي يلمعُ

****

قد أشرق المجدُ المزنرُ بالضـــحى

وعلى غُنى التحرير شمسي تطلُــعُ

****

ما عـادَ ذاك السجنُ موجودا وما

عُدنا نرى تلك المـــــــــــــآقي تَهمعُ

****

هل تذكرونَ جلالَ حِطّينٍ وقــــــــدْ

خُذِلَ الطغاةُ وجيـــــــشُهم يتقـطعُ

****

خَسِرَ الطغاةُ وما خسرنا صبرَنــــا

إذ حصحصَ الحقُّ القويمُ الأشجـــعُ

****

ألقوا القميـصَ خذوا إليها جعبتي

أمي لتبصرَ عزّنـــــــــــــــــــا إذ يرجـــــعُ

****

هذا هو التأويل في رؤيـــــايَ هل

جاءت بشــــــــــائر ما أراهُ وأسمعُ!

وفاء إٍسماعيل المبيض

كُتب بتاريخ: 6\9\2021

نُشر بتاريخ: 8\9\2021



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

✌️✌️❤️

إقرأ المزيد من تدوينات وفاء إسماعيل

تدوينات ذات صلة