إنَّ الرحمن إذا نشر رحمته في مكانٍ مظلم أضاء، وفي كهفٍ ضيّقٍ بات فسيحاً، وفي قلبٍ ميّت نبض بالحياة!
إنَّ الرحمن إذا نشر رحمته في مكانٍ مظلم أضاء، وفي كهفٍ ضيّقٍ بات فسيحاً، وفي قلبٍ ميّت نبض بالحياة!
ومن جلال صفة الرحمة وهذا الاسم العظيم أن الله اختارهما ليكونا في البسملة التي يُبتدأُ بها قراءة القرآن، فيقول قبل أن يشرع في قراءة سورة من القرآن الكريم: "بسم الله الرحمن الرحيم"
ويكررها المسلم في أعمال يومه وليلته، وكأنَّ رحمته سبحانه هي السبب في كل خير نناله، والسبب في صرف كل شر نخافه، وهي التي لا قوام للعيش بدونها، ولا يتصور حياة خالية منها، لذلك كان تكرار ذكرها مهماً، حتى تصنع في نفس المؤمن شعوراً برحمة ربه، وعمقاً في هذا الشعور.
إن الله تعالى رحيمٌ حتى في عذابه لأعدائه!
فمن ذلك:
أنه يمسّ أعداءه بالعذاب مسّاً في بداية أمرهم حتى يثوبوا عن عنادهم ويعودوا، فكان العذاب الذي نهايته انزجارهم رحمة منه.
ثم هو يعذّب الظالم فيكون في ذلك زجرٌ لغيره عن السير في طريق الظلم، فيكون هذا الزجر والتحذير من رحمته سبحانه ببقية عباده.
إنَّ لرحمة الله آثاراً تظهر في أمورٍ كثيرة.
فسماعك مثلاً لصوت البلبل في الصباح الباكر رحمة منه، فقد علم أن ذلك الصوت الجميل سينسيك كآبة البارحة، فجعل البلبل يغرّد عند نافذتك، وأنت تظنها الصدفة! وهي رحمته!
استنشاقك لرائحة المطر بعد يومٍ مطير ، تزينت فيه الشوارع بمياه السماء رحمة منه، علم أن ذلك العبق ينعش روحك المتعبة، ويغسل تراكمات لبّدتها مواقف الحياة!
بل إن صوت قارئ جميل الصوت، يرتل آيات القرآن من أعظم الرحمات!
محمد رفعت وعبد الباسط والمنشاوي والحصري في صباحاتك الرائقة من جليل رحماته، كيف كانت ستبدو حياتك لولا هذه التلاوات العظيمة التي تمرّ بأسماعنا، فتملؤنا خشوعاً وحباً!
فافتح نافذة عقلك، وامتثل من خلالها لأمره لك سبحانه بأن تنظر، فانظر إلى آثار رحمة الله من حولك، أحيِ قلبك بتلك الآثار، وزد حب ربّك في قلبك حباً وإجلالاً وتعظيماً.
ملخص من كتاب لأنك الله، اسم الله "الرحمن"
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات