" الحجاب حرية شخصية، أحاسب وحدي على خلعه، لا شأن لكم بي ولا شأن لي بنصائحكم، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، أنا حرة بأفعالي!"
"الجزء الأول"
عزيزتي، تمهلي قليلاً، فعندي لك بضع كلمات!
من قال لك بأنك حرة؟
هل تملكين حق التصرف في جسدك ونفسِك كيفما شئتِ، دون حساب؟
إنك لا تملكين نفسك ولا جسدك أبداً، ومع ذلك تتجبرين وتعاندين ربك الذي يملكك، بل وتُسَخِّرين أعضاء جسدك التي خلقها الله في خدمتك في معصيته وما يغضبه!
عجيبٌ أمرُك! ستشهد تلك الأعضاء والأنفاس التي عصيت الله بها على عصيانك الله، ستقف ضدك، ولن ينفعك أحد يومها!
" يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون"
إن مسألة الحجاب ليست مسألة حرية شخصية، وقرارٍ دنيوي، تملكين التصرف فيه حسب مزاجك، بل هو مسألة جلية لا اختلاف في حكم وجوبها.
كما أن الفطرة الحق تتمثل في اتباعك لشريعة الله ومنهاجه، والابتعاد عن نواهيه وتجنب معصيته، فإن الله إذا غضب أهلك من يغضبُه!
ولعل أعظم أصولِ الفطرة، فطرةُ العفاف، فالعفة ثمنٌ غالٍ تُشترَى به الجنةُ "يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم".
هذه الفطرة التي إن تغيرت أو انحرفت عن مسارها القويم، ينحرف معها الكثير من تشريعات الله، حتى يسقط الإنسان في وحلِ الدنيا، ويكون من الذين يقولون يوم القيامة " يا ليتني كنت تراباً" من هول ما سيلاقيه من العذاب الأليم.
ستقولين لي لا يوجد أدلة صريحة على الحجاب!
وأنا أسألك هل قرأت وتدبرت كتاب الله عز وجل قبل أن تسألي هذا السؤال الذي أَجزِمُ أنك سمعتِه من الذين ينبحون ليل نهار يحاربون الإسلام!
إن الأدلة في الكتاب والسنة راسخة واضحة، ولكن عندما يريد الشيطان أن يوقعك، يُزيِّن لك ويقنعك بأن الحجاب ليس فرضاً، إنما هو عادة جرت عليها الأجيال، وربما مجرد ضغط اجتماعي، فيغمض عينيك عن الحق، فتنظرين لآيات الله وتسمعينها وتعلمين حكم العمل بها لكنك تتجاهلينها كأنها غير موجودة.
قال تعالى منزلاً من السماء على نبيه صلى الله عليه وسلم في شرع الحجاب:
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ " {الأحزاب: 59}.
وهذه أوضح وأصرح الآيات في الحجاب، فهي أمرٌ (لنساء النبي) و(بناته) و(نساء المؤمنين).
وقوله تعالى: " وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ". {النور: 31}.
لكن وا أسفاه، احتل الشيطان عقول الفتيات فتأثرن به وبأعوانه، رغم أن الله تعالى سبحانه أكرمهن بالعقل الواعي الراشد ليُميِّزوا الحلال من الحرام، والحق من الباطل!
وحقيقة الأمر أن الشيطان يريد أن يوقع بهن ثم يهرب بعيداً بعد أن يتمكن من فسادهن، فمنذ أن خلق الله آدم عليه السلام عزم هذا الإبليس على تغيير شريعة الله تعالى وتحريفها وتزيين طرق الحرام للإنسان.
" قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿39﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿40﴾
يزين لك خلع الحجاب ويحسن هذه الفكرة في عقلك وقلبك حتى تتمكن منك، فتخلعينه متناسيةً جزاء من يستهين بشرع الله وسوء عاقبة هذا الفعل الشنيع.
هل لك أن تخبريني لمن تتزينين في الشوارع والأسواق، كسلعة رخيصة؟
لمن تظهرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأزياءٍ باهظة الثمن وأثوابٍ براقة لامعة، وجسدٍ منحوت ووجهٍ أرهقته عمليات التجميل، وأحذية وخلاخل ملفتة، وألوان جذابة تأسر القلوب وتخطف الأنظار، ومثل هذه الألبسة والثياب لا تجوز إلا أمام محارمك!
كلنا نعلم يقيناً أن الأنثى بطبيعتها تميل لكل هذه الأمور من الاهتمام بالنفس واللباس وغيره في حدود شرع الله، وهذا ليس عيباً أو منقصة! على الإطلاق!
بل هو من جمال وكمال أنوثتها، ولكن إشباع هذه الرغبة لا يكون بعرض نفسها سلعةً عبر المواقع وفي الشوارع، بل تكون داخل إطارٍ الشرع أمام الزوج والمحارم.
أسألك بالله كيف ستقابلين الله عز وجل يوم القيامة، وماذا ستقولين له عندما يقول جل جلاله لملائكته أن يسحبوا كل عاصٍ إلى نار جهنم؟؟
" وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُۥ يُدْخِلْهُ نَارًا خَٰلِدًا فِيهَا وَلَهُۥ عَذَابٌ مُّهِينٌ"
يتبع الجزء الثاني...
وفاء إسماعيل
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
جزيت خيراً عظيماً " هبة الحرية"
جزاكِ الله خيرًا..🌸🌸