في غزة، نحن بحاجة لأرغفة عزٍ وشهامة ونخوةٍ منكم، لسنا بحاجة لكوبونٍ يحتوي الذل والاستكانة، نحن هنا لا نموت من الجوع

نحن نموت حسرة على سكوتكم وعلى نذالة المطبعين مع العدو منكم!

أنا و أنت واحد، كلنا عاش في غزة وعاصر حروبها المريرة وذاق ويلات العذاب والقصف والدمار... كلنا فقد شيئاً ولو كان حجر!

أتذكر حرب ال 2014 جيداً حينما عدتُ إلى الشجاعية في إحدى الأيام التي أعلن فيها العدو " هدنة" أخذت أصوّر حجم الدمار الذي لحق ببيتنا وبيارتنا الجميلة، كيف تحولت لصحراء مقفرة، لجحيمٍ لا يرى فيه ذرة أمل!

كيف كانت روائح جثث الحيوانات التي لم تسلم القصف متناثرة في الشوارع وكذلك دماء الناس التي روت شوارع الحي.

أتذكر جيداً ركام المنازل التي لم يبقى منها شيء سوى اسم صاحبها عليها، كل ذلك وأكثر، كما أنني أحتفظ بفيديو خاص هو الوحيد الناجي من بين مئات الفيديوهات والصور التي فقدتها إثر غدر العدو ذاك اليوم واختراقه للهدنة التي أعلنها!

أتذكر جيداً مجزرة الشجاعية وشعور صديقتي التي فقدت أهلها في مجزرةٍ شنيعة وكان الله قد كتب لها النجاة وشهدت المجزرة بأم عينها...

لم ننس بعد تلك الحرب الأليمة، مع ذلك توالت التصعيدات والحروب واستمر كفاحنا رغم أننا في كل مرةٍ نودّع أنفسنا ونجهّزها للقاء الله فيكتب الله لنا عمراً جديدة حتى نكتب عن تلك الحروب والمجازر ونفضح جرائم العدو لكل العالم...

دعونا نتوقف هنا، وسؤالي لكم هل حقاً يخاف العالم مواجهة إسرائيل؟

ذاك الشعب النذل بقياداته العفنة، الذي يتفاخر بعدته وسلاحه وقوته من خلال تجربة شتى أنواع الأسلحة المحرمة دولياً على غزة وينتهك القوانين الدولية من أجل قتل الأطفال والمدنيين الآمنين في بيوتهم، من أجل ردع بقعة صغيرة تدعى غزة كما يقولون ، لكنها ستبقى المدينة الأكبر و الأعظم بصمود أهلها وبسالتهم..

أصبحتُ أعي الآن جيداً حجم الذل الذي يعتري أفئدة حكام العرب الذين وقفوا متفرجين أمام إسرائيل وهي تستهدف الأطفال خاصة،

حجم العار الذي لحق بالوطن العربي الذي أصبح يطبّع مع الاحتلال علناً بكل وقاحة، أنا لا أنكر أن هناك من تحدث وقال وقال من أجل غزة.. لكن ما فائدة الحديث بلا فعال!

نحن لسنا بحاجة لذلك "الكُبون" الذي تحاولون من خلاله إسكات شعبٍ أبي، وتعريضه للذل من خلال بعض الصور التي تستخدمونها كتوثيق لمساعدتكم، نحن لسنا بحاجةٍ لرغيف خبزٍ بل لرغيف شهامة وعزة ونصرة منكم بدلاً من الخزي والعار!

لقد قدمنا الكثير من الشهداء وما مللنا وها نحن الآن في سنة ال 2021 نجاهد في " سيف القدس" فداءً لمسرى الرسول ودفاعاً عن وطننا الحر الأبي، وأنا وأنت واحد أرواحنا فداء للوطن، ولقد رأيتم الملايين ممن قدموا وما زالوا مستعدين لأن يهبوا أرواحهم فداء للقدس والأقصى ومن أجل حرية هذا الوطن، نحن نملك قوة تضاهي قوة أسلحة اليهود ودباباتهم، نحن نملك في قلوبنا وأجسادنا يقين النصر الذي وعدنا به الله عز وجل في كتابه، أليس الله بكافٍ عبده؟.

لن يفهم حديثي هذا المطبع والخائن، لن يفهمه المتخاذل والمنافق، سيفهمه أهل العزة والكرامة، الذين آمنوا بنصر الله ووعده.

ألا يا أيها الشعبي الأبي سيستمر كفاحنا ونضالنا ومقاومتنا لل f16 و ال f35 وقذائف المدفعية وقنابل الفسفور والغاز وكل أسلحة العدو، سنقاوم غربانهم المحلقة في السماء حتى يجر العدو أذيال الهزيمة..

لن يرهبنا إرهابهم نحن هنا بعون الله مادامت أرواحنا في أجسادنا سنقاوم كل شيء..

لا تقلقوا من حجم الدمار والخسائر المادية التي لحقت غزة، فإنني أبشركم أن الله معنا ولن يتركنا وستعود غزة أجمل من سابقتها، لذلك أبشروا وادعموا صمود بعضكم البعض ولا تسمعوا للرويبضات من أهل الخنا، فإننا لن ولن نفرط بدماء شهدائنا وأحبابنا وبيوتنا، لا تنشروا اليأس بينكم من خلال الأكاذيب والإشاعات المسمومة التي يبثها العدو من كل حدبٍ وصوب من داخل غزة وخارجها من أي كائن كان، فأنتم أهل غزة، أهل هذه العزة، سيسطر التاريخ صمودكم وغداً تشاهدون الإجلال والاحترام والهيبة لكم في نظر كل العالم، غداً سيحسب العدو لكم ألف حسابٍ قبل أن يفكر في أي جريمة كانت.

سنعلّم العالم أن القدس مطلبنا، وأن الحق غايتنا، ولن يفلح العدو بتحقيق هدفه في تهميش القضية الفلسطينية، قضية كل حرٍ أبي، لن نفرط في مسرى رسولنا الكريم، لن ولن نستسلم أبدا...

19\5\2021

وفاء إسماعيل..

غزة العزة، فلسطين.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات وفاء إسماعيل

تدوينات ذات صلة