أن تكون مقدسياً أوغزياً أنك جبلٌ لا يهتز، وأنك أجنحة طيرٍ ترفرف فوق سماء فلسطين المنشية ظفراً بكل فوز.

معلّقة روحي بكل بقعةٍ من هذه الأرض الطاهرة المقدسة، يراودني الحنين لسجدةٍ هناك، تُنسيني عذاب البعد وكل هذه المسافاتِ التي حكمت على قلبي بالفراق.

لقد عرف الزمان أسوداً حفروا قضية الوطن في عقولهم وقلوبهم، وعلّموها للأجيال بأنها حقٌ لا يندثر ما دام نبضنا ودام عزنا وما دامت دماؤنا تسري في عروقنا.

رأينا ريحاً عاتياً يجتاحنا من كل الجهاتِ وما استسلمنا بل واجهنا كل الخطر

وهبنا أعمارنا من أجل أيتامٍ وزوجاتٍ ثكالى، من أجل شيخٍ يعتصر...

من أجل شهداء الحق وقوافل الأسرى خلف قضبان الحديد، تأمل الحرية والنصر..

هذا أول يوم عيد!

عادة نبتهجُ، يكبّر الأطفال تكبيرات العيد في كل ناحية ، ينتظرون بلهفةٍ زيارة الأقارب "فالعيدية" ثروة عظيمة بالنسبة لهم حتى لو كانت شواقل معدودة!

تضج الشوارع بالأطفال من مختلف الأعمار، ويتوجه الكبار لصلة الأرحام.

ما أجمله من صوتٍ يعم البلاد " الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.."

سلامٌ داخلي يعمّ قلبي وقلب أفراد عائلتي ولا أخفيكم أنه سلامٌ جماعي يسيطر على كل قلوب أهل المدينة في غزة.

فالعيد شمعة تنير ليلنا المظلم وتمنح جوّنا ويومنا فرحاً بشمل الأهل والأحباب.

ولقد شهد العيد فرحنا وتعاستنا على مدار الأعوام المنصرمة في السلم والحرب، فأنا أكتب لكم الآن وزلزالٌ من القصف يباغت مدينتي التي اعتادت من الأصل على هذه الحروب من شدتها وكثرتها.

جئت اليوم يا عيدُ بوقتٍ فيه آلاما وأطفال بلا بيتٍ...بلا حضنٍ، بلا أمٍّ، فنار الحربِ وقصف البيتِ زاد الأمر تعقيداً.

وتنكيداً لأن الأم قد رحلت وبيت الحب قاد ماتَ، صغار البيت والشارع، كمثل الرمل قد كانوا بأنغامٍ وألعابٍ وأما اليوم قد رحلوا، إلى العلياء باللُعَبِ!

ألا يا ليت حُكامي، يرون القتل والتدمير...

نرى الأطفال قد صُرعوا ومنظرهم يؤجج قلبي المسكين، هوى صاروخ أنذالٍ ففتتهم...

صراخ الطفلة الثكلى، دموع العينِ وصوت الأمِ في فخرٍ " فداكِ يا فلسطين"!

مشاهد لو رآها الكلُ يهوى قلبه كالرماد..

ألا تكفي مجازرهم؟ ألا يكفي لهذا الظلم أن يجري لغزة دون نصرة من قريب!

كفى ظلماً وعدواناً على شعب، طفولته قد انهارت...

العيد مختلفٌ هذا العام...

لا صلاة عيدٍ لا ألعاب أطفال وضحكاتهم، الأم تصرخ من جديد

" قوم يما البس أواعي العيد والله كنت مبسوط عليهم" تتحسر عندما لا تتلق رداً يشفي صدرها، وأخرى قد ارتقت مع الشهداءِ تسبقهم، وبيتك على حين فجأة يقصف بصواريخٍ لا نهاية لها...

ينهال البيت، ويقدّر لك إما الشهادة أو " خرجوا من تحت الأنقاض أحياء"

هنا غزة، هنا كل العزة

سننتصر أو ننتصر والفناء للاحتلال!

عيدكم مبارك ونأمل الله عيداً في باحات الأقصى عما قريب...

أقول:

لأن القدس من ديني

فإنّ الظلم يُشقيني

لها روحي أقدّمها

وأقتلُ كل صهيوني

وأقسم أنني نارٌ

سأكوي من يعاديني

سأحرقُ كل من يسعى

لهدمِ القدسِ والدينِ

وأسحق كل خنزيرٍ

سعى في القدس يُفنيني

لأجل القدسِ والأقصى

أشقّ الصعب يرضيني

لأجل القدس والأقصى

دم الشهداء يرويني

ويُبقيني على أرضي

كليثٍ في الميادينِ

أنا قدسُ أناديكم

إلى نصرٍ وتمكينِ




وفاء إسماعيل من #غزة

13-5-2021


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

❤️❤️❤️❤️

إقرأ المزيد من تدوينات وفاء إسماعيل

تدوينات ذات صلة