قــــــــــــــــــــــــــــاوم .. فلا خيار إلَّا أن تُقاوم ..
إلى الذينَ أدركوا أنَّ الصُّلح مع العدو خيانة، وأنَّ السبيل إلى التحرير لا يُبلَغ إلا بالسلاح، وأنَّ استرداد الأرض لا يكونُ إلا بعِزّة [وأعِدُّوا]، إلى الذين سلكوا درب الحُرية على وعورتها، الذين قالوا [لا] في وجه من قالوا [نعم]:
قاوم,, لأجل الساجدين، جباهُهم إلى الكعبة، وقلوبهم من خلفهم إلى الأقصى تُصلي ..
قاوم,, لأجل الثائرين، أصواتُهم إلى السماء، وآهاتهم تعلو المآذن ..
قاوم,, لأجل الملثَّمين الشوامخ في مواجهة الدبابات .. المُقبلين على الساحات رغم ضجيج الرصاصات ..
قاوم,, لأجل القابضين على جمر عروبتهم وسط تكدُّس المُحتلين، الثابتين على الهوية رغم أنف البطاقات ..
قاوم,, لأجل المُرهقين من مشاهد البارود، المُتفرّقين برائحة الغاز، المتجمّعين على مائدة الحجارة ..
قاوم,, لأجل الغاضبين، الساخطين على الحدود الشائكة، المُمزقين بأسلاك المعاهدات ..
قاوم,, لأجل النازحين، العالقين بين مطارق الأمل ومسامير الحروب ..
قاوم,, لأجل اللاجئين، السائرين على شوك المعابر نحو سقف المخيمات ..
قاوم,, لأجل المُبعدين، الدافعين ثمن الكلمات وسط جُبن الصامتين ..
قاوم,, لأجل المُشتتين، الحالمين بحق العودة من بعد شوقٍ لا يُطاق ..
قاوم,, لأجل رضيعٍ، أضحى وحيدًا في دفتر العائلة ..
قاوم,, لأجل أمٍ تضُم أسرتها بين أسوار حُجرةٍ واحدة، فإمَّا كلهم يرحلون.. وإما بالنصر يكبرون ..
قاوم,, لأجل طفلة تصحو على بقايا حُضن أمها بين الركام ..
قاوم,, لأجل عروس تجرعت من كأس الفقد على عجل فصارت أرملة الشجاع، وأخرى تُعلِّق ثوبها الأبيض في سلاسل الزنازين بانتظار انقضاء السنين المؤبدة ..
قاوم,, لأجل ناشطٍ تلقَّف أخويه على أبواب المشافي بصرخاتِ الأسى ..
قاوم,, لأجل طبيبٍ يُبعثر دموعه أمام تساؤلات الأطفال "أين؟" و "متى؟" ..
قاوم,, لأجل صحفيّ يبعد عن الموت مسافة خبر، أو صورة لثائر يتصدى ..
قاوم,, لأجل صبيٍّ يشقُّ الأرض بالدموع في زفاف الشُّهدا ..
قاوم,, لأجل الذين قهروا المحتل على البوابات، فنالوا شرف العبادة والرباط ..
قاوم,, لأجل الذين قابلوا الاعتقال بابتسامة، فكانوا قيدًا في يد السجَّان ..
قاوم,, لأجل الذين قضوا أعمارهم أسرى، ومن حروف أسمائهم تُنسج الحرية ..
قاوم,, لأجل الذين أعيت ضمائرهم حسراتُ العجز، فهبُّوا إلى أموالهم.. أقلامهم.. منشوراتهم، أشعلوا صفحاتهم: من كل العالم: هنا فلسطيـــــن ..
قاوم,, لأجل الذين ساروا في شوارعهم، رفعوا راياتهم، صرخوا بأعلى أصواتهم: لبيك يا أقصى ..
قاوم,, لأجل أجيالنا القادمة، فمنك وحدك تُعرف البوصلة، وفي تتابع اللبِنَات يكتمل البناء ..
قاوم,, لأنَّ الطِفل فيكَ جيش، والجندي فيكَ أمة، والكلمةُ منك إعصار ..
قاوم فلا خيار إلا أن تُقاوم ..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات