قصة سندريلا الحقيقية بدون جنيات ولا فئران ولا أمير مثالي!


كانت هناك في قديم الزمان فتاة تُدعى سندريلا، وكانت فتاة طيبة وجميلة، لكن القدر قرر أن تكون محط سخرية للجميع.


كانت المملكة تحت حكم ملك متبجح يبحث عن زوجة تليق بجلالة ابنه، فقد أعلن عن حفلة استعراضية ضخمة لجميع الفتيات العذارى في البلاد، كان هدفه أن يرى كل فتاة في المملكة ليختار الأميرة المناسبة لتصبح زوجة ابنه، وكانت الفتيات جميعهن في حماس شديد للمشاركة في هذا الاستعراض المثير للشفقة، حطمت النساء أبواب الصالة الملكية بالاستعراضات المذهلة.


أولاً، تظهر فتاة ترتدي فستانًا مكشوفًا بشكل مبالغ فيه، ترقص وتستعرض أمام الأمير بتأنيب ضمير واضح. وفي الوقت نفسه، تتقدم فتاة أخرى ترتدي ثوبًا ذهبيًا بأحجار كريمة، تصرخ وتهتف "انظروا إليَّ، أنا الأميرة المستقبلية!"، ثم تتعثر وتسقط أمام الأمير بطريقة مضحكة.


ثانيًا، تأتي فتاة وهي ترقص على رأس حصان، وأخرى تقفز من فوق الأشجار، وتصعد على الحيوانات الأليفة وتغني.


وعلى الرغم من أن سندريلا لم تكن تهتم بالاستعراض أولًا، وتعرف أن لافرصة لها ثانيًا، إلا أن زوجة والدها الشريرة حثتها بشدة على الانضمام للحفلة. "أنت يا سندريلا لا تزالين طفلة بريئة، يجب أن تتمايلي وتستعرضي أمام الأمير لتحصلي على فرصة الزواج منه!" قالت الزوجة الشريرة وهي تدفعها إلى الاستعراض.


تظهر سندريلا وهي تلبس ثوبًا قديمًا متسخًا ومتناهي البساطة، فيلاحظها الأمير ويشعر بتعاطف نحوها، ولأن الأمير يحب المغامرات والتجارب الجديدة والغريبة، يقرر الأمير الزواج من سندريلا، مما يثير ضحك الحاضرين ودهشتهم، ويعتقد الجميع أنها ستعيش في سعادة أبدية بعد الزواج، لكن الحقيقة المروعة تنتظرهم.


بعد زواج سندريلا والأمير، تكتشف الأميرة الشابة أن الحياة الزوجية ليست بالسهولة التي توقعتها، فسرعان ما تكتشف أن الأمير ليس كما تصورته في خيالها، بل هو رجل متقلب المزاج ومتسلط، تتطور الأحداث بسرعة، حيث تتصاعد الخلافات والنزاعات بين الزوجين، لا تتقبل سندريلا سلوك الأمير السيء والمشاكل الزوجية المستمرة، ويتحول حلم الأمير الوردي إلى كابوس حقيقي. وفي النهاية، يقرر الزوجان أن ينهيا زواجهما بطلاق مروع.


قصة سندريلا الحقيقية ساخرة ومروعة، فلا أمير على فرس أبيض ينتظر، ولا الحياة الواقعية وصياحات " الحب ينتصر " قادرة على الصمود أمام تحديات الحياة الحقيقية، ولا استعراض آلاف الفتيات أمام الأمير مثال على قصة رومانسبة بل هي قصة مضحكة بأحسن أحوالها، وأخيرًا لا أحد يمضي النصف الأخير من حياته يعيش فقط في سبات ونبات!

تقوى يوسف

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات تقوى يوسف

تدوينات ذات صلة