هذا المقال مستلهم من سلسلة الفيل على "ستوريتل"، وهي سلسلة أنصح بشدة بمتابعتها!


في عالم مليء بالمتاعب والضغوطات، ينخرط البعض في سلسلة لا نهائية من الأفكار المحبطة والمربكة. وبالطبع، لا يمكننا تجاهل القلق الذي ينتابنا في الأوقات المختلفة، ولكن هناك حقيقة مثيرة للاهتمام ساعدتني في فهم القلق أكثر، وهي أن القلق يأخذ أشكالًا مختلفة، وينقسم إلى مستويات متعددة.



لذا، دعونا نستعرض معًا المستويات الخمسة للقلق!


المستوى الأول: القلق من تفسخ الشخصية (أسئلة الهوية)

تبدأ الرحلة بتساؤلات عميقة وفلسفية تدور حول من نحن حقًا وماذا نفعل في هذه الحياة العابرة، هل نحن مجرد مجموعة من الذكريات والتجارب الماضية؟ أم أن هناك شيء أعمق؟

-إذا كنت تعاني من هذا المستوى من القلق، فربما تجد نفسك تجوب الطرقات المظلمة للفلسفة في منتصف الليل، وتقرأ كتبًا يستحيل على عقلك فهمها تمامًا.


المستوى الثاني: القلق من إيذاء الآخرين لنا (القلق من عدوان الآخرين أو التشكك في صورتنا داخل رؤوسهم)

هل تشعر بأن هناك أشخاصًا يروجون لقصص عنك؟ هل تشعر بأنهم يخططون لمؤامرات ضدك في غرفهم المظلمة؟

-إذا كنت تعاني من هذا المستوى من القلق، فأنت على الأرجح تركض في دوامة من الاعتقادات السوداوية والشكوك المستمرة.

قد تجد نفسك تتحقق عن كاميرات التجسس في كل مكان تذهب إليه، أو تركض لمجموعة من الأشخاص يتهامسون خلفك صارخًا: "لقد سمعتكم، وأعرف ما تفكرون به. لكنني هنا لأقول لكم إنني غير مهتم برأيكم، أنا لست مجنونًا!" ليرفع أحدهم حاجبيه بدهشة قائلًا: "نحن نتحدث عن تلك الحلقة الأخيرة من المسلسل الشهير، تعرف أنك لست مهمًا جدًا بالنسبة لنا، أليس كذلك؟"


المستوى الثالث: القلق من فقدان من نحب

هذا المستوى يجعلنا نشعر وكأننا على مشارف كارثة عاطفية. هل يتخلى الناس عنا بسبب مزاجنا المتقلب؟ هل سينتقل الشريك إلى كوكب آخر ويتركنا وحدنا في هذا العالم البائس؟

-إذا كنت تعاني من هذا المستوى من القلق، فربما ستجد نفسك تقف على أعتاب أقرب المقابر، تنظر إلى الأفلام المحزنة، وتحمل قائمة بأغاني الحزن المفضلة لك.


المستوى الرابع: القلق من الانفصال عن مصدر الأمان

هنا يدخل العنصر الشخصي والمعنوي. فقد نجد أنفسنا تتعقب بشكل متواصل مكان المفاتيح أو الهاتف المحمول، ونتعلق بشدة بأماكن الأمان والراحة.

-إذا كنت تعاني من هذا المستوى من القلق، ستجد نفسك تحفر حفرة في بحث العقيم عن الأمان المطلق.


المستوى الخامس: قلق الضمير والأنا العليا (بناء على مثلنا الأخلاقية أو الدينية)

هذا هو الجزء الذي يجعلنا نشعر بالذنب وكأننا قد أخطأنا في كل خطوة نخطوها، سواء كنت تنظر في طعامك أو تقضي وقتك في الاستمتاع بالتسوق، ستشعر بالقلق الشديد من أنك تقوم بأعمال محرمة وسيأتيك العقاب السماوي بلا رحمة.



وهكذا، نكتشف أن مستويات القلق الخمسة ليست إلا مجرد هواجس مبالغ فيها، وما نفكر به ليس بالضرورة الحقيقة، لذلك لنحاجج عقولنا دائمًا بالمنطق والحقائق!

تقوى يوسف

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات تقوى يوسف

تدوينات ذات صلة