لن أتركك ترحل بدون أن تتغير، واحذر، فكل ما أكتبه خيال، يحمل كل الحقيقة!

الروح سرمدي ، لا يموت ، لا ينام ، في رحلة أبدية..

يتخلل المادة ، يُقايضها، ليختبر لمحة فناء، بوعيه الأزلي،

يُغرِقها في زهو اكتشاف سطر من معارفه اللا محدودة،

لتسبح بالخيال في طريقة تنفرد فيها ، بقدراته وخلوده،

مُقابل لحظات ، يختبر فيها الخالد، عمل، إبداع، علاقة،

حُضن، نوم، ، موت، غفوة من خلوده..

ثُمْ،

يرحل مُفارقاً المادة، ظناً أن كُل شئ سيعود كما كان..

يُضيف لكتاب خلوده تجربة ، اختبار ، معرفة جديدة،

تاركاً الفناء يطال المادة بفُراقه، بلا دموع ، بلا وداع..

____________

لكن المادة، فعلتها، سرقت منهُ ظل قوة، أكسبها خلوداً..

لم تفنى!

تتحلل الأجساد، تتفتت الخلايا، لا تموت، تعود لكونها ذرات..

تبقى وحيدة، دون دعم، مشوشة حول ذكريات بداخلها..

تجتمع ثانيةً، بشكل عشوائي، تبني أجساداً، هجينة مما تتحلل..

تبدو جديدة، بلا ماضي، لكن شيئاً بداخلها يُنكر حداثتها..

تبحث، ترتجي شئ لا تعرفُه، علاجاً لنقص عميق ولِدت بهِ..

خيبة أمل غير مبررة، يحتضن الفاني مثله، ربما يحمل تعويضاً..

لكنهُ يتغير، يسأم، يهجُر، وإن حتى ملأ الفراغ، يموت، يختفي!

دموع، وجع، حيرة، تساؤلات لا تنتهي، وصمت لا يُرضيها..

كانت تقبل وجودها المحدود في هدؤ، تموت بلا ضجيج..

فأي لعنة تلك التي أصابتها، جعلتها تبحث عن معنى، في كل شئ!

____________

ما شأني؟ (يقول الروح، وهو يُشيح بنظرُه عنها)..

من وسوس لها أن تسرق خلوداً مني؟

سأتركها، ما بالي أهتم لها، هو اختيارها، طريقاً أرادتهُ، وها تكلفتُه..

ما الذي أصابني؟

لماذا أعاود النظر خلفي إليها؟

ويحي، طالها الخلود، ومسني منها وإليها الحنين..

يُحاول مسح دموع المادة، بث الأمل، لتختبر فرحة، يختبرا شراكة،

يختبر هو ألم أحياناً، رفض، يغضب، يرحل، يترُك، لكن للحظة..

يلتفت، يعود، يُحاول التواصل، يُقبل فتتأله بهِ، أو تُقاومه وتصلبه!

يُسامحها، يموت، يقوم، يصعد، يلتفت، يتذكر ما كان بينهما، يعود للإنقاذ،

حباً وحنيناً!


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف خواطر

تدوينات ذات صلة