من العلم نحو الهاوية، إما أن يعلو بك العلم أو يقتلك، كن حيثما تريد وكيفما تريد، لكن تعرف على نفسك أولًا كي تسيطر عليها
حينما تبحر في بحر المعرفة، يتملكك شغف بالمزيد من الغرق مرة وأخرى وأخرى! وكأنه إدمان أصابك دون تناول أي جرعات
وتتسائل هل يتوجب علي ان أتوقف أم أتابع الإبحار والغرق إلى أن يودى بي نحو عمق لا عودة منه ؟
وهنا تقف على مفترق طرق متسائلا حائرا !
العلم أحجية لن تُحَل بشكل مطلق على أبد الدهر فليس له حدود أو نهاية، وطالما أنت على أهبة الاستعداد للإبحار دون توقف فترقب العواقب.
قيل قول صحيح بأن " الوعي إما أن يعلو بك أو يقتلك "، واسائل نفسي مرارا وتكرارا بأن هل هذا من محض اختيارنا أم أمر مفروض علينا؟
بالطبع دون أي تردد أتوصل إلى جواب واحد بأنه من اختيارنا فنحن مخيرين بتوجهاتنا وبالسيطرة على تفكيرنا؟
ماذا سيحدث لو تعمقنا مثلا في قراءة موضوعات الفلسفة وعلم النفس؟ سيقودنا إلى التفكير طوال الوقت بوجوديتنا، بفلسفة الحياة والطبيعة والعلم أيضا، ستتملكنا دوامة من التفكير ليس لها بداية أو نهاية.
وهنا يقتضي أن نحدد نطاق تفكيرنا لا بجعله جاهلا يتردد نحو المعرفة أو لا ينطلق نحو العلم! لا بل بالسيطرة على قوته بالسيطرة علينا أو بمساعدتنا!
فسيطرة ذاتنا علينا تضاعف سيطرة دولة على أخرى، فالمقاومة هنا تقاوم ذاتها، ونصل هنا إلى صراع حقيقي، النفس تقتل ذاتها، ومن الرابح؟ نحن في كلا الحالتين لكن بأوجه مختلفة الضعف أو القوة.
حينما تبدأ موجة بالتفكير نحو المستقبل، نحو معجزات الكون، وخفاياه ونحن في حالة لا نستطيع تحمل أفكار كهذه بإمكاننا الإنطلاق نحو السيطرة على تفكيرنا باستبعاده واستبداله بفكرة بأفق آخر.
صراع كهذا يكمن بداخلنا فقط لا يمكن لأحد رؤيته. تشعر وكأنك تتخبط بين حائط الهزيمة وحائط القوة ومع كل ضربة تفقد جزء منك، عليك بالصمود والتوقف واختيار ما يناسب قواك للسيطرة على صحتك النفسية والحفاظ عليها.
ابحر وانطلق وترنم على علم الكون، علك تجد الحقيقة التي تريد، تلك التي ستريح ذهنك وتشعرك برضاك عن نفسك. لا تتوقف عند عقبات العلم، لا عليك سوى السيطرة على آفاقك كي لا تنجرف نحو الهاوية.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات