مدونة تحكي حكاية نعيشها طوال الوقت، حكاية وجودنا خلف الكواليس أو على مسرح الكون،
آلات متناسقة تتراقص على أنغام الحب، تعلو وتضطهد الخوف وتترجم النسيان، أصواتها متعانقة، لكنها غريبة الملامح فأوتارٌ عيونها وصوتها روح خالدة..
يختبئ صوته بين آلاتِ الكون، يقفز تارة وأخرى علّه يُرى، انه موجودٌ بالفعل لكن صوته خافت، وربما خائف…
يحاول جاهدًا أن يتضّح صوته ويعلو ويجعل من حوله في حالة سكون، لكن أنّى له ذلك…
أصوات الكمان والناي والقانون.. والطبل تتراقص على غيوم الإله…! يحاول جاهدًا أن يصعد ليتراقص ويلهو ويطرب الأرواح الخاشعة حبًّا..
اقتربت منه قليلًا.. همست له:" أنتَ تشبهني، أحاول جاهدة أن أنغمس بملامح الكون ولونه، لكن ليس لي صوت ليعلو بي، وساكنةٌ روحي كالجدار".
الجميع في طرب عدا قلبي.. الجميع يسمو فوق ذاته.. الجميع…
تُرى أليس بأمرٍ محيّر عزيزي؟ أنتَ تحاول في أرض الموسيقى وأنا أحاول بأرض النفاق.. لكنك لست بقادر وأنا لستُ بسامية..
هل لك أن تعانقني ليسمو كلانا بالآخر؟
وقف محاذيًا وأوتاره ترتجف.. اقترب وأخبرني:" أنا موجودٌ بالفعل لكن صوتي خافت.. أنا موجودٌ بالفعل لكن صوتي خافت.. أنا موجودٌ بالفعـ...! وصمتٌ عمّ المكان وهدوء..
وإذ به يترنم على أنغامِ قلبي المتسارعة.. ويخلق لحن يشبهني، إنه الأقرب إلى قلبي!
انتصبت قامتي واشتدت قبضتي وصرخت :" أنتَ تشبهني، أنا موجودة بالفعل لكن صوتي خافت.. خافت.. وربما خائف"
منذ سنة مضت خطت يداي هذا النص، في الكثير من الأحيان تتألق ذواتنا وتسمو وتعلو وتشعر بأن لا صوت يُسمع إلا صوتها في مسرح الكون، وأحيان أخرى تشعر وكأن صوتها لا يدق طربًا إلا خلف الكواليس .. حيث لا أحد يسمعها.. وما عليك إلا أن تتغلل في جميع لحظات حياتك .. حيث الضوء والعدم .. السمو والرضوخ .. الأمل ونقضيه .. فالحياة لا تكتمل إلا بنقائضها.
أعزائي، إنها مدونتي الأولى هنا، اخترتها بعناية، انتظروني سأحكي لكم الكثير والكثير ..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
وكمان نعزف موسيقانا باقلامنا كذلك نبحث عمن يقراء عزفنا بلحن صوته..
موفقة مقال جميل.
براافوو جد رهيب 😮