انها المرة الأولى التي يصدح بها صوت الفراغ في رأسي كصوت صدى حنجرة مغنية في كهف مهجور جار عليه الزمان

انها المرة الأولى التي يصدح بها صوت الفراغ في رأسي كصوت صدى حنجرة مغنية في كهف مهجور جار عليه الزمان ، كصرخة رحال عبر العالم وها هو في وسط وادٍ يصدح صوته مرتطماً بجبال ثاقبة متشبثة بالبقاء اصواتي تصرخ، لكن صداها لا يسمع سوى في رأسي أوكأنني ركن منسي يعانقه الغبار القديم الذي رأى حكايات لم تسمع مسبقاً ركن فارغ لا يحوي سوى جدران بائسة ،

شاهدة!. شاهدة على أحداث مخبأة بداخله أوكأنه ركن حقيقي امسى بلا معالم ، مكتبة باتت بلا كلمات ، وأغنياته بلا ترانيم ، شاحبة فاقدة نشوتها وحكاياته كحكايات ذلك الحكواتي الذي بات أهل حارته لا يقدمون الى حانته ضجراً من أحاديثه المتكررة لا هواء جديد يعانق ركني، لا ألحان حتى القهوة أمست باردة مقيته، لا طعم ولا لذة لكن.. قرع باب ركني المفاجئ أصابني بالذعر فمن له بعد كل هذه السنوات أن يستذكرني بهذا الركن المنسي واذ به زائر.. لم أر ملامحه بداية، ظننته شاحب اللون بلا حول ولا قوة، يرغبني كملجأ لكن منذ اللحظة التي أذنت بها بدخوله واذ بركني المنسي يبعث بطاقةٍ أضائت المصابيح الخافتة منذ زمن بعيد. وبدأت الجدران تزف الألحان، والورود تتطاير معانقة طريقه. وما أصابني بالذعر والاطمئنان بذات الوقت هي ملامحه التي بدأت بالظهور، عيناه وحي، وقلبه مدفأة أشعلت الركن المنسي حباً، حتى بات يغني شعراً ويدق فرحاً ولمساته.. أصابت أفكاري العالقة في ركني المتخبطة، الدائرة حول نقاط مفرغة وحينما نطق بأول كلمة، عانقت مسامعي واذ بغبار ركني يرقد على حواف النوافذ، ويغني للمارة للقدوم.. لاحتساء قهوتي من جديد واما اللحن العالق في رأسي منذ زمن بعيد حيث انه ليس له جمهور سوى هفواتي، بات يطرب المارة متحرراً من سجني، وروائح العزلة أخذت بالتلاشي وها هو ركني ..متخبط هنا من جديد..كان حائرا متخبطا لضياعه في أحجيات الكون حيث انه بقي خلف الاعيب الدهر مختبئا أما الآن .. فهو عالق من جديدمتخبط في وحيه .

سجى سلّام

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات سجى سلّام

تدوينات ذات صلة