مشيت خطوات كثيرة عدتُ بعدها كما لو أنني لم أخطو خطوة واحدة،
الساعة الواحدة والنصف بعد انتهاء أول أيام العيد،
لدي رغبة مُلحة لأحادثك برسائلي التي لم تستلمها حتى الآن، أصبحَت كثيرة وأخشى عليك الملل لو زاد عددها وأُجبرت على قراءتها دفعة واحدة، لعلّ محبتك لمن كتبها تكفي كي لا تشعر بالملل حينها، كل الأمور كانت كما هي بالعادة، واليوم لم ينقصه سوى أنك لستَ هنا، متى سأرى وجهك أول الوجوه في أعيادي وسواها من الأيام، على أي حال ما يهمّ الآن أنك بخير، وسنلتقي إذا حان موعد اللقاء ، كل عام وأنت كما أعرفك..
إليك الآن ما لا أستطيع البوح به أمام أحد آخر، إليك كلماتي الهزيلة التي أخاف لو سمعها غيرك، إليك لحظة ضعف لشخص يصعب عليه إظهار ضعفه،
تمرّ هذه الفترة من عُمري بشكل غريب، أشعر كمان لو أن جميع الأبواب أقفلت بنفس المفتاح واختفى بعدها بلا أي سبيل لإيجاده، مشيت خطوات كثيرة عدتُ بعدها كما لو أنني لم أخطو خطوة واحدة، فقدت أملي في لحظات عديدة بعدما كنت مليئة به، تدريجيا أفقد قدرتي على الشعور بما حولي، كلّ الأيام متشابهة والساعة أراها لا تتحرك تقف مكانها كما هو حالي منذ شهور طويلة، حتى الوجوه التي الفتها بدت لي غريبة، والأمنيات التي أحببتها أصبحت وكأنها لا تشبهني ولم تعني لي شيئا، حتى الحوارات العاديّة استثقلها، والتفكير ولو بالأمور البسيطة يُربكني، لا أجيد الرد ولا أبحث عن جواب، أريد شيئا واحدا وهو أن أشعر بنفسي قبل فقدانها تماما..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات