لم أكن أعلم أن عاداتي الخاطئة قد تصنف ضمن إطار "إدمان"
وأفكر مؤخرا .. هل أنا مدمنة على السكريات والحلويات؟
لم أكن أعلم يوما أن هناك أنواع مختلف من الإدمان
فمن الواضح أن كلمة إدمان لا تقتصر على الكحوليات والمخدرات
فقد يكون إدمان على نوع من الأغذية .. إدمان على شعور ..إدمان على أشخاص .. وغيرها.
ماذا يعني الإدمان على السكر؟
لم أكن أعلم أن عاداتي الخاطئة قد تصنف ضمن "إدمان"
وإدمان السكر هو مصطلح يصف حالة الرغبة المتزايدة في المأكولات التي تتمتع بمذاق حلو.
وبالرغم من أنها ليست حالة مسجلة طبيا، ويصعب تشخيصها، إلا أني مع القراءة المتزايدةو فهم الأعراض والأسباب، أستطيع بشكل واضح تشخيص نفسي بشكل دقيق بأني مدمة على السكريات".
السكر لا يتمثل فقط في المادة البيضاء التي نضيفها إلى المشروبات والطعام، السكر يكمن في البسكويت والشوكولاتة والكعك والخبز وكثير من الأطعمة الأخرى التي قد تشكلها جزء رئيسي من يومنا ونستهلك كميات كبيرة منها دون أن نشعر.
إن ضرر السكريات على جسدنا أمر مهم وخطير نوعا ما، ويؤثر على انتاجيتنا ونفسيتنا بشكل أو بآخر، فلم تكن يوما إرادتي ضعيفة إلا حين أحاول قطع السكريات وتخفيفها، فما أن أمضي بتحدي لتخفيف نسبة السكر من يومي، إلا وتبوء بالفشل، وإن نجحت خلال يوم أو اثنين من قطع السكر من غذائي أو تخفيفه يعود بي الأمر في اليوم الثالث .. لآكل كميات أكثر.
من الممكن بالنسبة لي أن أفوت كافة وجبات الطعام خلال يومي والاعتماد على الشوكولاته كمصدر طاقة لي طيلة النهار، ولكن لا يمكنني التخلى عن الشوكولاتة أبدا، حتى أنه يمكنني أن أتناول أربعة ألواح من الشكولاتة خلال يومي دون أي وعي كامل مني.
في حالات أخرى، قد تسبب السكريات لدى البعض زيادة في الوزن، في حالتي مشكلتي مع السكريات ليس الوزن حقيقة، لكن وإن كان وزني طبيعي إلا أن البيانات التفصيلية تشير بشكل دائم على تشكيل "السكر" جزء كبير من كتلتي الجسدية مقارنة بالكتلة العضلية، وهو مؤشر سيء على صحتي الجسدية والنفسية في المدى القريب البعيد.
لماذا لا يمكنني الاستغناء عن السكر .. !
لأني ألجأ للشوكولاته والكعك والدونات كمصدر داعم نفسي، يساعدني على التخفيف من توتري خلال يومي، ومرتبطة بشكل ما بالنسبة لي لمعنى الحياة والرخاء والسعادة.
لا أبالغ إن قلت، بأني أبدأ يومي مباشرة بأكل سكريات منذ صغري، ورافقتني العادة إلى يومي هذا
وعلميا، أثبت أن تناول الحلويات يؤدي إلى دفع الدماغ لإفراز هرمون السعادة، بينما هناك دراسات اخرى تقول إن الإفراط بتناول السكريات يؤدي بشكل ما إلى الشعور بالاكتئاب.
أضرار الإفراط في تناول السكريات
إنه من غيري الصحي أبدا الإكثار والإفراط من تناول صنف واحد، التوازن مطلوب بالحياة فهو سر حياة صحية،
وتناول السكريات بشكل مبالغ به يؤدي لمشاكل جلدية من ظهور حب الشباب، والشعور الدائم بالإرهاق والتعب، علاوة على أضراره بعيدة المدى من الإصابة ببعض الأمراض المزمنة.
من هنا توجب النصيحة دائما بالاعتدال والتوازن وعدم التمادي في أي شيء.
هل معالجة إدمان السكر ممكنة؟ وسهلة؟
ممكنة نعم، لكنها لم تكن يوما سهلة بالنسبة لي،
فالإدمان يبقى إدمانا، له أعراض انسحابية من الجسم، تكون شديدة في أيام، ومزعجة، ومؤثرة بشكل مباشر على حياتنا وانتاجيتنا،
في كل مرة كنت أحاول التخلص من السكريات في حياتي، والبدء بتخفيف كمية السكر خلال يومي، أشعر بالتعب، والصداع والجوع واضطرابات هضمية علاوة على القلق والاكتئاب والتوتر وتدني الحالة المزاجية، إضافة إلى ظهور حب الشباب والبقع على وجهي وجسدي بين فينة وأخرى، وللأسف، في كل مرة كنت أعود بخفي حنين للمربع الأول، أفشل في اعتماد التوازن كاستراتيجية ونمط حياة لي.
إذا .. ما الحل؟
الحل أن نحاول من جديد، اليوم وليس غدا، لموازنة نظامنا الغذائي، وتخفيف السكر تدريجيا،
فالصحة الجسدية والمحافظة على انتاجياتنا، ومزاجنا الجيد، ومظهرنا اللائق،
كما أن شبابنا مرتبط بشكل كبير بغذائنا وعاداتنا الصحية، فما تأكله اليوم سيكون نتيجة حياتك وجسدك وصحتك بعد عام وعامين،
لذا، فكرة التخلص من السكريات نهائيا من يومنا، مستحيل، فهو متواجد بشكل أو بآخر بالفواكة والخضرورات، وهو ضروري لجسدنا، ولا يمكن حرمان أنفسنا بشكل كامل من عنصر معين، لكن علينا البدء باستبدال السكريات المصنعةببدائل أكثر صحية،
مثل العسل والتمر والفواكة.
ومحاولة التقيد بجدول غذائي صحي يحتوي على كافة العناصر الصحية التي يحتاجها جسدنا،
وإن لم تكن على دراية كافية بكيفية تنظيم وجباتك، لا بد من الاستعانة بخبراء تغذية.
ووجود السكريات ضروري في الهرم الغذائي اليومي، لكن من الممكن تركه ك"وجبة خفيفة" محببة خلال وقت معين في يومنا.
بالإضافة لرحلة العلاج من إدمان السكر، من المهم أن نحاول بشكل أو بآخر بألا ندمن على أي شيء، وأن نسلب كل الأشياء قدرتها وقوتها على السيطرة علينا، من المهم أن نكون نحن من نسيطر على أجسادنا ورغباتنا، ومزاجنا وتفاصيل حياتنا.
علينا بالتوازن .. في كل شيء، في الغذاء والحياة، في العمل والطموح، في الراحة والتعب.
وإن نجحنا في التخلص من "الإدمان" .. النتيجة ستكون مذهلة لي ولكم، وسنشكر أنفسنا كثيرا بعد شهر وشهرين وستة أشهر من الآن.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
موضوع شيِّق، شكرًا لكِ