كان المقصد في الأساس من لقاء النور الأبدي أن يتهم تهذيب نفسك وقيمك وعقلك وإلا فما فائدة إيمانك؟
كان من المفترض أن يكون الجوهر من الصلاة ليس إضافة عبئ على كاهل المرء ولا ترهيبه أو معاقبته بالحرق إن غفل عنها .. لقد وضع الإنسان منذ عشرات الاف السنين على اختلاف مذهبه وتفاصيل إيمانه أساسات لنفسه وألزم روحه بطقوس معينة ليبني علاقة صحية وجميلة بذاته وبالمصدر "النور الأبدي" ..
ليحافظ على نقاء روحه .. لأن العلاقة حتى مع النفس والنور الأعظم تحتاج إلى جهد واستمرارية ولقاءات كثيرة
لم يكن الإيمان سهلا ولا هو نتيجة حاصل تحصيل
الإيمان أي الجوهر.. العمق.. النوايا الدفينة..
والتنسك والتعبد والصلاة يعني الانعزال بالنفس عن الضجيج وهوس الماديات وأن تنأى الروح بذاتها عن أحبائك وأعدائك وأحلامك وعملك وجوعك وتعبك وأن تذهب إلى ذاتك والنور الأبدي من جديد خالي البال .. مسلم لجمال الفكرة.. أن تجلس وتحادث نفسك ل٥ دقائق أو لساعة أو ليوم كامل ..
أنت حر .. لا قاعدة تحاسب عليها ..
المهم في الجوهر .. المهم أنك تؤمن ..
المهم أن الصلاة بعد ذلك حقيقة وفعلا تنأى بك عن الشر والأذية وكل المعتقدات العفنة التي زجت بعقلك ونواياك الشيطانية التي تسبح داخل قلبك
المهم في الجوهر .. انت تحاكم على جوهرك ونواياك لا أكثر
ومع بساطة القاعدة وسهولتها إلا أنها خطيرة وعواقبها كبيرة
لك القرار إن أردت أن تلتقي بنفسك وتهذبها ٥ مرات يوميا أو نصف مرة
المهم أن يكون هذا اللقاء مع ذاتك مثمرا في قيمك واخلاقك وأفعالك وأقوالك لاحقا
القصد كان من وضع أساسات وطقوس هو الاستمرارية وتعويد النفس على الإلتزام بأهمية العودة إلى الذات بعيدا عن صخب الحياة والطمع والشر الذي يقبع في تفاصيل اليوم ..
ولكن أكثر الناس لا يدركون..
لقد حولوا الصلاة وجوهر الحب لأداة حساب وحكم على الآخرين بسطحيتهم وقصور عقولهم على فهم جوهر الإيمانيات.
زجوا الشياطين بتفاصيلها وجوهرها حتى باتت الصلاة في كل مذهب وكل عقيدة خالية من اي سلام او حب حقيقي ..
لقد حاد الإنسان عن جوهره كثيرا..وحاد عن الطريق كثيرا
لم يكن المقصد يوما ما يفعلون او يعتقدون .. لم يكن هذا الهدف ابدا ..
الصلاة يعني أن تذهب للقاء الحب الأبدي
أن تحادثه وتشكي له هموم قلبك وتكفر عنده عن خطايا روحك
أن تعيد نفسك للسراط المستقيم
فدائما سيكون هناك مساحة وفرصة للعودة
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات