هناك الكثير من المشاكل التي تعتري قيم وتركيبة وتشكيلة هذه المجتمعات، لذا نحن بحاجة إلى عمل كامل شامل من كافة القطاعات
أرى شخصيا أن المشكلة الحقيقية في المجتمعات المتأخرة فكريا تكمن بغياب العمق..
أن من يرقصون في المياه الضحلة كُثر
المشكلة أن أغلب النقاش الذي يتم طرحه من قبل المؤسسات الثقافية والتعليمية المعنية بتطوير المجتمع قيميا، ممل وسطحي وغير مقنع ولا يُعالج حقيقة أي معضلة في المجتمعات.
المأزق يتمثل بغياب رسائل عميقة حقيقية في الطرح الثقافي والفني، وغياب لاستراتيجية واضحة لبث رسائل قصيرة ومتكررة للتأثير في الوعي الجماعي على المدى البعيد في مجالات معينة.
غالبا، كل شيء يتم لصالح تجاري مادي بحت .. لا قيمة أخلاقية وراء ما يتم طرحه ولا خطة واضحة،
هناك عشوائية مقلقة، وترسيخ لنظام قائم على الفقاعة والقشور، وفي الجوهر فراغ لا ينتهي،
لذلك ما يتم عرضه غير مؤثر وغير دائم ومعرض للنسيان بسرعة.
إذا هناك الكثير من المشاكل التي تعتري قيم وتركيبة وتشكيلة هذه المجتمعات، لذا نحن بحاجة إلى عمل كامل شامل من كافة القطاعات، سواء التربوية، والثقافية وحتى رأس المال لتعزيز قيم إنسانية حقيقية قائمة على العدالة والمضمون بشكل يوازي ويواكب التطور والعولمة.
يجب الاستثمار بأصحاب الفكر المستنير،
فهناك الكثير من المواهب .. الكثير من الثوار أصحاب القضية والقيم الإنسانية .. الذين لا يتم الاستثمار بهم للأسف وبأفكارهم واستنارتهم وشغفهم.
قبل خمسين عاما على سبيل المثال، كانت الأسس مختلفة، كان هناك هما جماعيا وقضايا تحفز على البحث والنقاش وتوسيع أطر وأفق الفكر، وتعزز من تقبل الآخر والعيش المشترك، والاحترام، وترسيخ لقيم إنسانية بشكل مباشر وغير مباشر، كان هناك ثقل للجانب الثقافي والأدبي والفني وتأثير كبير من قبله على العامة، حتى نكاد نرى صداه يتردد حتى يومنا هذا.
فقبل العولمة والانبهار بالشكليات المزيفة الذي انتشر بشكل مواز مع التمسك بالانغلاق الفكري والغوص في العبودية، كان أصحاب الفكر المستنير هم قادة المجتمعات ومن يقع على عاتقهم مسؤولية بناء حضارة وامبراطورية كاملة.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات