صوت شيرين النائمة للأبد، ظل مستيقظا وسيبقى يقظا يصدح عاليا

شيرين التي أعادت قضية فلسطين الإنسانية للخارطة الدولية،

بحضورها وغيابها، تركت أثرا في كل مشاهد فلسطيني وعربي.


شيرين.. صوت الحق الأعلى الذي حين حاولوا إسكاته، صدح في العالم عاليا بكل اللغات، ليخبر كل دولة وكل شخص بفاجعة شعب خلال أكثر من سبعين عاما.


شيرين التي بموتها اختزلت قضية إنسانية كاملة، والتي أكملت رسالتها وأعلت كلمتها في حياتها وفي مماتها.


صوت شيرين النائمة للأبد، ظل مستيقظا وسيبقى يقظا يصدح عاليا بينما يدخل كل منزل وكل شاشة محاولا إيقاظ الضمائر من سباتها.


شيرين التي كرست حياتها لرسالة إنسانية سامية، التي كانت صوت الحقيقية المباشر لقضية إنسانية عادلة على مدار ثلاثة عقود، كانت خاتمة حياتها تجسيدا لتفاصيل حروف نطقتها يوما _ أقتبس كلماتها_ حين قالت: "ليس سهلا ربما أن أغير الواقع، لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم"


الرصاصة التي أصابت رأس شيرين اخترقت قلوبنا وأوجعتنا كثيرا، لتذكرنا بعجزنا أمام اللاعدالة والقمع، أمام ألمنا ومعانتنا وخساراتنا الفادحة التي اعتدناها حتى أصبحت مشهدا يوميا في حياتنا.


شيرين، تلك التي رأيتها أول مرة قبل عشرين عاما في أزقة مدينتي جنين، حيث كانت تغطي أحداث اجتياح المدينة، وتساءلت حينها، ببراءة طفلة، ماذا تفعل هنا بين فكي الموت؟ لماذا تأتي هنا تشاركنا لحظاتنا الأخيرة المحتملة.

لم أعلم حينها أنها رسولة تخبر العالم بوجعنا وخوفنا وموتنا المحتوم لعل أحد ينقذنا، وليكون العالم شاهد على ما أصابنا.

لم أكن أعلم حينها بأني سأشارك يوما بعد عشرين عاما بتغطية خبر رحيلها، برصاص غادر لا يحترم حرمة الإنسانية ولا يقدر سمو رسالة الصحافة.


لا كلمات قادرة على رثائك،شيرين، أو رثاء عالم غير عادل يصعب عليه أن يحتوي أصحاب الكلمة الفاضلة الصادقة والرسالة الإنسانية السامية.


وشكرا، لرسالتك الرفيعة الراقية ولدورك النبيل .. كان شرفا لنا أن نتقاطع معك في زمن واحد ودنيا واحدة، شرف لنا أن تكوني رمزا وقدوة لنا،

أنت دائما "نجمة القدس وفلسطين".



ربا عياش

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ربا عياش

تدوينات ذات صلة