نتصل في حياتنا بشكل مباشر أو غير مباشر باحد فروع العلم. ولعل من اكثر العلوم ارتباطا بحياتنا هو علم النفس، ان لم يكن هو فحتما سيكون احد روافده
نادر عمرو
نتصل في حياتنا بشكل مباشر أو غير مباشر باحد فروع العلم. ولعل من اكثر العلوم ارتباطا بحياتنا هو علم النفس، ان لم يكن هو فحتما سيكون احد روافده. ولعنا سوف نبحر مع علم النفس ولكن من خلال الدراسات وآراء المتخصصين لنري مخاطر استخدام العقاب علي الأبناء وماهي النصائح التي يجب ان يتبعها الاباء والامهات .
ولكننا نستخدم العقاب في أغلب الاوقات دون حساب وبشكل مبالغ فيه ,ولعلنا نتحدث هنا عن أهم أنواع العقاب وهو العقاب البدني والمتعارف عليه عاميا ب “الضرب ” فهو يعد من أهم الموروثات التربوية بالمجتمعات وخاصة المجتمع العربي ,ونتناقله جيلا بعد جيل ظننا منا أنه الطريق الأوحد لعلاج أخطاء الابناء وتربيتهم .
ويشير تقرير المجلس القومي للطفولة والأمومة المصري إلي ان نسبة البلاغات المقدمة ضد أستخدام العنف ضد الأطفال وصلت إلي 37% من إجمالي البلاغات المقدمة . ويجب علينا ان نسأل أنفسنا لماذا نستخدم العنف ضد ابنائنا في التربية ؟وهل يؤدي ذلك ثماره أم لا ؟
أعتقد اننا جميعا نملك الاجابة علي سؤال لماذا نستخدم العنف ضد ابنائنا ولكننا لا نملك الاجابة علي سؤال هل يؤثر ذلك علي مستقبلهم أم لا ؟ ولكني اليوم سأحاول اظهار بعض الاضرار الناجمه عن استخدام العقاب بشكل عام والبدني بشكل خاصة من خلال الدراسات العلمية وآراء بعض المتخصصين .
تناول الدراسات العلمية لقضية العقاب في التربية
تتناول الدراسة الكندية التي أجريت في مشفي الأطفال بأوتاوا ان صفع الأطفال جسديا لا يسبب التأخر في نموهم فقط ,وانما يقلل نسبة الذكاء وقدرات التعلم .وايضا الي ان تكون المادة الرمادية (وهي المسؤلة عن توفير الاتصال بين الخلايا العصبية في الدماغ ) أقل من أقرانهم الذين تربوا بشكل صحي وسليم .
وتشير الدراسة التي نشرتها الدورية الأمريكية للطب النفسي “أميركان جورنال أوف سيكاتري” ترجح أن استمرار التعرض للعنف لمدة طويلة، في أثناء فترة الطفولة، يُحدث خللًا دائمًا في الألياف العصبية بالمخ، التي تتشكل في أثناء العقدين الأولين من حياة الإنسان، وهو ما يُحتمل أن يدفع الشخص إلى الانتحار.كما المحت الدراسة إلي ان المحنة التي نتعرض لها في مرحلة مبكرة من الحياة قد تعطل بشكل دائم مجموعة من الوظائف العصبية في القشرة الحزامية الامامية للمخ “حيث تؤدى دورا بارزا في عمليات صنع القرار وإدارة المشاعر والعاطفة”.
وأكدت منظمة الامم المتحدة لرعاية الطفولة والأمومة (اليونسيف) علي مدى خطورة العنف علي مخ الاطفال خلال مراحل النمو ,مشيرة إلي ان 50% فقط من جهاز المخ يتشكل خلال السته شهور الأولي ,ثم يستمر بالنمو حتي سن العاشرة.
فيما يرى المتخصصين ان العقاب بالضرب قد يؤدي إلي الإصابة ببعض الأمراض النفسية .وعلي سبيل المثال :
الدكتورة جون ديورانت إخصائي الطب النفسي والأستاذ المساعد بقسم العلاقات الأسرية بجامعة mantoba الكندية في دراسة لها ,من ان العقاب البدني للأطفال يرفع مستويات العنف والعدوانية لديهم بعد نضجهم حيال المحيطين بهم .وان للعقاب البدني علاقة كبيرة بتطور الأمراض النفسية لدى هؤلاء الأطفال في مراحل متقدمة من العمر ,مثل اصابتهم بالإكتئاب والقلق ,وضعف النمو الذهني وما يتبعه من ضعف التحصيل العلمي ,ونقص المادة الرمادية بالدماغ .
ويري “علي بهنسي ” استشاري طب نفس الاطفال عندما يتعرض الطفل للضرب قبل سن السابعه ,فإنه يختزن مشاعر سلبيه يسقطها علي أبويه عندما يكبر ,ويمكن ان يصاب الطفل بأضطرابات نفسيه وانعزاليه و اكتئاب ,ويزداد الأمر خطورة عند تعرض الطفل للعقاب البدني بعد سن السابعه فبجانب التأثيرات السابقة يصبح شخصية سيكوباتية (فينحرف عن السلوك السوي ويميل إلى السلوكيات المضادة للمجتمع والخارجة على قيمه ومعاييره ومثله العليا وقواعده، بحيث يشعر بالراحة النفسية عندما يؤذي مَن حوله حتى يفسح الطريق لنفسه ويرضي غرائزه ونزعاته، من خلال إثارة الوقيعة والسرقة وغيرها من السلوكيات الضارة دون أن يشعر بالذنب تجاه أي فعل يقوم به أو أي ضرر يلحقه بالآخرين ).
ويري الباحثون بالمتخصصون بدراسات الانتحار بمعهد الصحه العقلية وجامعة “ماك جيل” الكنديين , إلي ان العنف الشديد في الطفولة يترك أثرا دائما علي الروابط العصبية في المخ .
أحيانا يتم عقاب الاطفال بسب عدم فهمنا لرغبتهم وسلوكيتهم:
فعلي سبيل المثال يذكر الكاتب الأمريكي ستفين آر كوفي في كتابه العادات السبع للناس الأكثر فعاليةعن واقعه حدثت بينه وبين ابنته خلال الاحتفال بعيد مولدها (يذكر ستفين انه دخل في حاله جدل مع ابنته بسب عدم رغباتها في مشاركة الأطفال الآخرين للألعاب الخاصه بها مما أدي إلي تأزم الموقف,وسبب له حرج شديد لانه يدرك ما يتوقعه الأباء منه ان يفعله.وهو الذي يقوم بتدريس فن العلاقات الإنسانية ,ويكمل بانه حاول أكثر من مره ان يجعل ابنته تشارك الألعاب مع الأطفال الاخرين الإ انها في كل مره كانت تجيب بالرفض وبالمرة الاخيرة واجهت الامر بالصراخ .مما جعله في النهاية يقوم بنزع الألعاب منها ووجعل الاطفال يلعبون بها .)ويتسأل ستفين بعد هذا الموقف ربما كانت ابنتي في حاجه إلي تجربة الامتلاك قبل ان تسمح بمشاركة اغراضها (فاذا لم اتمكن من امتلاك الأشياء فهل يمكنني منحها ؟).لقد كانت ابنتي تحتاج مني باعتباري والدها ان اتمتع بقدر عال من النضج العاطفي كي اتركها تمر بهذه التجربة .
وليحيي الأطفال حياه صحية سليمة ,ينصح المتخصصون الاباء والامهات بمحاولة تجنب العقاب في تربية الاطفال لما له من آثار سلبية مع تقديم بعض النصائح التي تساعدهم في هذه الرحلة :
– قبل اتخاذ قرار بعقاب الطفل يجب أن تتأكد أولاً مدى إدراكه لأن ما ارتكبه خطأ، فقد يكون لا يمتلك المعلومة التى تخبره بأن سلوكه خطأ، وبالتالى لا ينبغى عقابه على شيء لا يعرفه.
مكافأة السلوك الجديد واعطاء مهله للسلوك السئ .
اعطاء الطفل قيمة لنفسه خاصة أمام الآخرين وعدم اهانته .
لابد من تشجيع امكانيات وقدرات الطفل البدانية والعلمية ومراعاة ضعفه وسنه .
اللجوء إلي الاستشارات النفسية في مجال الطفوله يفيد الطرفين معا (الطفل والابوين ) وقد تكتشف مفاتيح جديدة للتعامل مع الصغار قد تكون غائبه عنك.
حرمانه من الأشياء التي يحبها
المصادر
http://alam-altfl.com/index.php/details/itemlist/user/42-super-user?start=32
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات