لذا ما الذي يمنعك من البحث عن نفسك من جديد..لم يفت الأوان بعد!

حين تكتشف فجأة أنك حتما في المكان غير المناسب لك.. أنت لا تنتمي بعد كل هذه الرحلة إلى أي مكان أو أي محطة من المحطات التي مررت بها.. كل شيء سرت به وإليه كان يُبعدك عن ذاتك أكثر.. كل ما وصلت له في النهاية كان السبيل ليُخفي حقيقتك ليُبعدك عن هدفك الأساسي عن روحك عن هُويتك.


هل هذا حقا ما وددت أن تقضي حياتك بفعله؟ وماذا تُحقق في النهاية منه؟

هل أنت سعيد بفعل ما تفعله؟ وأي إنجاز روحي عظيم تحققه من خلال ما تفعل في النهاية؟

أهذا شغفك ؟ حلمك؟ هل ما تقوم به يوميا يعكس حقيقة روحك الشابة المتفائلة المفعمة بحب تفاصيل الحياة؟

هل ما تفعله يقودك إلى حريتك أم إلى سجن لا تعرف كيف يكون منه الخروج؟

هل هذه كانت أحلامك أم أحلامهم؟

تقديرك لذاتك أم تقديرهم هم لك؟

هل هذه الصورة تشبهك أم تشبه أرواحهم الضائعة ؟

هل كل ما وصلت إليه في النهاية أعاد عليك بسلام وسعادة؟

وإن فضلت أن تكون نفسك؟ وإن أحببت أن تكون حرا طائرا سعيدا هل سيبقى يحبك الجميع؟

هل سيبقى التقدير ذاته؟

إن قلت لهم .. تبا لكم وللإطار الذي تضعوني فيه .. تبا لكم ولمقايسكم التعيسة

تبا لكم ولأحلامكم الهشة وتوقعاتكم غير الواقعية المزرية..

وقررت أن ترسم ذاتك كما تحب.. سعيدة رشيقة لطيفة مرحة .. ماذا سيحدث آنذاك يا تُرى؟

أتوقع أنك ستُرجم من الكثيرين .. وسيقولون لك كيف لك أن تكون سعيدا مرحا بشوشا هكذا؟

سيغضبون لأنك لم تعد تعيسا .. لم تعد مزريا .. لم تعد تحاول أن تكون كما يحبون.. لم تعد تحاول أن تتصرف حسب توقعاتهم .. لأنك توقفت عن ملاحقة أحلامهم هم .. وبدأت بالبحث عن أحلامك أنت..

في النهاية .. على الأغلب .. ستخسر الجميع لكنك ستعود إلى نفسك .. إلى منزلك .. سعيدا فرحا بك

ستتحرر من كل الأماكن التي لا تنتمي إليها وكل الطاقات التي كنت عاجزا عن التكيف معها.. لكن ستكسب روحك .. ستنتمي حينها أخيرا لنفسك ..

نحن نولد ونموت لوحدنا صحيح؟ إذا كل ما يهم في النهاية أنفسنا

لذا ما الذي يمنعك من البحث عن نفسك من جديد؟


ربا عياش

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ربا عياش

تدوينات ذات صلة