لا تستسلم أبدً لمخاوفك من رضى الآخرين، فذلك الذي سيُطفئ بريقُك

نجوم ال ينطفئ بريقها... هل يموت النجم ، وينطفئ بريقه وينعدم وجوده؟ ، كيف ذلك؟ ومتى؟ ، إ َّن النجم كغيره ا لما أرسله لمن من المخلو قات له نهاية، ولكن نهايت ه أليمة فمصيره الظلمة واالنفجار، وخالفً ٍق أ َّخاذ، ي ظ ل ما كان نج ًما أكبر أعطى أكثر ما يستطيع َّ حوله من نو ٍر وبري م شيئًا فشيئًا، و كل من بري قه ومات أسرع من غيره من الن جوم، نعم قد تستغرب األمر فكلما كان النجم أكبر يا النجم ال َّ كانت حرارته أ كبر و ما كل كانت حرارته أكبر كان استهالكه للمادة أسرع، وعلم يموت بل يولد من بقاياها نج و ًما أخرى. يا لطريقة موته والمراحل التي يمر بها النجم حتى انفجاره ونهايته ، قد ال أتطرق علم و لكن ك َّل ما يدور في خاطري أ َّن ك َّل شخ ٍص بيننا هو نجٌم خلق على األرض له نو ٌر وبريق، وله حقيقة نجٍم عمال ٍق وه به للا كل ما في الكون حول ه، يبقى له كيف يحافظ على بريقه يهما وينشره بحكمٍة وح ٍب وإنسانَّية في عالمه، لدينا أنواعٌ كثيرة من النج وم اإلنسانية تلك، فأُّ أنت؟. حتَّ عطاء النجم األَّول: هو الَّنجم الذي ي ش ع نوره وال ينطفئ ى بعد موته، ذلك اإلنسان الم الذي ال يسأل من بعد عطائه أح ًدا شيئًا بل يحتسب ه عند للا، وال يستثني من عطائه أح ًدا حتى وإن اختلف معه في الدين والجنسية، وال يقتصر عطاؤه على المال، بل في بشاشته عطاء ، و حواره عطاء، ونصيحته عطاء، ومساعدته لغيره في الشدائد عطاء، وفي سؤاله وتقصيه عن أحوالك في غيابك عطاء، وفي تفاؤله عطاء، وفي صبره على مصابه عطاء لمن حو له، فهو ينشر بذلك األمل بالوجود والثقة بالل ، وبإيمانه ب قضائه سبحانه وتعالى، ه و كل ك ُّل ما ، ي ط و ال متناهية، يحويه ق لب ه من طاقة نجٍم منير ق من حول ه بهذه الطاقة اإليجابية وال َّسعادة ال نور، فيهب نفسه الطاقة والخير ويغذ يها بنور العلم والدين وال يبخل على نفسه من هذا الُّ ز بها ويفخر، هذا ما أس ميه اإلنسان ُّ ن، فال يؤذي نفسه وال ي هينها بل يعت َّظ والحب و حسن ال الخ ي الذي قال فيه ال م الَّنجم المتسامح المعطاء ر َّرسول صلى للا عليه وسل : )خي ر النا س أنفع هم َّ للنا س(، هذا هو اإلنسان الَّنجم الذي ال يموت ، ألَّنه إنسا ٌن قد مَّد عطاءه لمن حوله، وقد و َّرث ي ٍق نور أخالقه ألبنائه وأحفاده، وخيره قد عَّم وانتشر فذكراه باقية وأثره الط على م ر ب با السنين. الَّنجم الثاني: هو الَّنجم الذي يقتصر نو ره وبريقه على نف سه فقط ال غير، سواء أكان بماله أو علمه أو ن صحه أو قدرته على المساعدة ولكن يمتنع عن ذلك لغيره، حتَّى أبناؤه ال به، هذا اإلنسان قد م من حول ه هذا البريق ح ر ، يحصلون على كل النور الذي يملكه نجم قل ي فيموت وإن كان يتنفَّس بين الَّناس، ولكن بريق ه األ نان يح جب ه عنهم، فال ذكرى طيبه له في حياته وال في مماته، حتَّى أبناؤ ه قد ينسو نه بعد مماته إال البا ر منهم، هنا انطفأ بريقه قبل ي البخيل ا وألٍم في ُّ ٍ مماته، فهذا هو اإلنسان المنافق األنان لذي ي تعب ه العطاء، ويصيبه بصداع سائر جسده، وكأَّنه اقتطع جز ًءا من جسده فأصابه المرض وال ك سح، هذه النجوم الباهت ة الكاتبة: حليمة محمد الي ماحي منتشرة بيننا وكثي ًرا منها بأقنعة، قد ت عطي ولكن لغاي ٍة في نفسها، وحتى يعود النور الذي أعطاه له فقط. ُّشع نوره لغيره فقط ، ويبخل على نفسه هذا العطاء، يعطي النجم الثالث: هو الذي ي ي ر في عطي، حتَّى ي ن ه و هك قل به، فال يست طيع أن يعكي غي تبقى نف سه فقيرة فلم تحصل على أ ي جدًا يفوق بريق ال نجم األ ول، لدرج ة أ َّن بريقه يصل عطاء، هذا اإلنسان الَّنجم بريق ه قو للجميع دون استثناء، فيتهافت عليه االستغالليون ويطلب ون وال تنتهي طلباتهم، ال أعني المال على وجه الخصوص ، ولكن قد تختلف طلباتهم حسب رغباتهم من خدمات ي ق دمها لهم ورعاية واهتمام، مما يجعله رهًنا لهم، وأ َّما البقية من الَّناس قد يتعاطفون معه فال ي ساعدونه إن سقط ، وإَّنما ينتظرون منه أن ينهض على أم ل أن ي ساعد نف سه، هنا ينطفئ نج مه ب سرعة أل َّن عطاءه َّم يضعف فال كان كبي ًرا ج ًدا، ي عطي من نوره وطق ته وال يختزن لنف سه شيئًا، فيضعف ث ي ستطيع على العطاء، وينساه ك َّل من كانوا حول ه ألَّنهم استنفذوه فيبحثون عن ن سخ ٍة أخرى ونها، هذا اإل ُّ يستغل نسان الَّنجم طي بت ه مفرطة، لدرج ٍة ال يستطيع معها التمييز بين اإلنسان نهاية االستغاللي واإلنسان المعطاء من بين الناس حوله، قد نتعاطف معه كثي ًرا ولكن في ال هو ال يحتاج إلى التَّعاطف وال إلى المساعدة، بل يحتاج إلى أن ي ح دد طري قه ، وي تح َّكم في ه. َّ ه ومن يستثمر عطاءه وال يستغل ُّ عطائه ولمن يست حق يهما أنت، إن كنت كالنجم األَّول فهنيئًا لك هذا النور وال ُّسطوع، وإن كن ت كال نجم فأُّ ي س ره س الثاني فتف َّكر في قوله تعالى: " ن * ف ب بال ح ْس نى * وكذَّ من ب خ ل وا ْست ْغ نى َّما وأ للع ْسرى")الليل: 8-10 ، )وقوله تعالى: " َّن إ َّّللا جا م ع م ناف قي ن ر ال ي ن ْ كاف ْ و ي ال ف ج هَّنم ج ميعا" ، ً )سورة النساء: اآلية: 140 ،)وأ َّما إن كنت كالَّنجم الثالث، فعليك بإعادة تأهيل لقلب ن جمك ، ُّكم، فينفذ سريعًا وتنف د معه، فعليك ب خطوا ٍت بسيطة قد ت ساع دك حتَّى ال ي تس َّرب بريقه دون تح على أن تكون نج ًما ال ينطفئ بريق ه : يدا، هل هي عالقات سا َّمة، أي تعود عليك بالضرر، - االنتباه لعالقاتك وفرزها ج فأنت إن كنت ط ي فإن كانت عالقات ك سا َّمة انسلخ منها فو ًرا. ًبا فلك عق ٌل تتف َّكر فيه، - تعَّود أوًال أن ت عط ي نف سك ما يلي ق بها من احتراٍم وتقدير ال ينقطع، ال أعني أن تصل درج ة الغرور في نفسك فاحذر ذلك، ووازن في العطاء، مثال حافظ على صحتك، مارس القراءة مثال، ق در عملك ق در عائلتك، ق در دينك، فهو من أسمى عناصر ال ُّسمو بالَّنفس، أه د نفسك هدايا ت سعدها، كأن تأخذ إجازة وت ريح أعصابك، ال تكن أب ًدا بخيًال على نفسك. - عليك باالبتسامة فاالبتسامة، فإنها ت عطيك طاقة إيجابية. - عليك بالتفاؤل وعدم فقد األمل. - قم بانتقاء أصدقاءك، فالجميع صدي ٌق لك طبعًا، ولكن الصدي ُّ ي ال يستغل ق الوف ك أبدًا. - م من أخطائك وال ت ك ررها، ف تعل المؤمن ال ي لدغ من جحره مرتين. َّ الكاتبة: حليمة محمد الي ماحي نن عطاءك ونورك في بداية األمر حتَّى تتحكم فيه، وتمنحه لغيرك وأنت را ٍض - ق س ك ُّل ذي حاج ٍة محتاج. ولن يكون له مردود عكسي، فليس ك ُّل عطا ٍء ي منح، ولي بأَّنك قد صادفتها هذه النجوم قد الزمتني في حياتي المهنية واال جتماعية، و أكتب جازمةً ٍق قد ُّي في حياتك، ولكنك لم تكن قد تعَّمقت في شخصياتهم وماهَّية إضاءاتهم الب َّراقة، وأ بري يؤذيك أو ينفع ك، اختر بريق ك اآلن وبحكمة، ولتكن أنت البريق الذي ال ينطفئ في شخصك وذاتك، وال تبحث عنه عند نجٍم آخر، كن نج ًما ال ينطفئ بريق ه.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات حليمة محمد اليماحي

تدوينات ذات صلة